مقالات

تأجيل العام الدراسي بولاية القضارف الفشل يمشي على قدمين

د.عبدالكريم الهاشمي:

سُئل الزعيم الهندي المهاتما غاندي عن اسوأ إفرازات الحرب، قال توقف التعليم، وتدهور الإقتصاد، وكلاهما حدثا في السودان جراء الحرب التي تشهدها البلاد. بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات لتخفيف وطأة الأضرار الناتجة من إنهيار التعليم والاقتصاد. استبشر اولياء الأمور بإلإعلان الصادر من وزارة التربية ولاية القضارف والذي حدد تاريخ 26 مايو لفتح المدارس واستئناف الدراسة، تفاجأ مجتمع ولاية القضارف بقرار تأجيل هذا التاريخ لأجل غير مسمى، الامر الذي يشير الى حالة من الارتباك والتعجل في اتخاذ قرار فتح المدارس. كل المراقبون ذهبوا الى إستحالة فتح المدارس في التاريخ المعلن من الوزارة ليس للاسباب الأمنية التي تشهدها البلاد، إنما للتراخي الكبير الذي كانت تتعامل به وزارة التربية مع تحدي فتح المدارس، حيث لم تفعل الوزارة اي شئ على الارض يدل على جديتها لإستئناف الدراسة، كزيارة المدارس وإخطار المستفيدين منها كمأوى بتاريخ فتح المدارس وذلك لتوفيق اوضاعهم، او المساهمة في ايجاد بدائل وذلك بتشاور مع السلطات العليا. كل المؤشرات كانت تدل على عدم إمكانية فتح المدارس في التاريخ المعلن والذي حدد سابق لعدم إلاء وزارة التربية الاهتمام الكافي والسعي الجاد. ليس هنالك مبرر قط في عدم استئناف الدراسة في ولاية القضارف، كواحدة من الولايات التي تنعم بالامن والإستقرار، بل ليس هنالك مبرر اصلا لتوقف الدراسة واغلاق المدارس، فإن كان السبب او المبرر هو اتخاذ المدارس كمراكز إيواء للناجين من الحرب، فهذا مبرر واهي، ويتسم بالضعف في إدارة الأزمات، فلابد من توفير بدائل وخيارات أخرى تضمن عدم تعطيل انسياب خدمة مهمة كالتعليم، لتقديم خدمة أخرى يمكن ان يتوفر لتقديمها اكثر من بديل، ولكن الفشل الذي يمشي على قدمين حال دون التفكير في البدائل. الراجح في تأجيل فتح المدارس هو عدم وفاء حكومة ولاية القضغرف بإستحققات المعلمين مما قلل حماسهم للمساهمة في فتح المدارس، وربما قادهم لإضراب صامت، وليس بسبب اتخاذ المدارس كمراكز إيواء.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق