مقالات

تمخض مؤتمر القاهرة وولد فأرا

حد السيف

محمد الصادق:

بادئ ذى بدء لابد لنا أن نشكر الشقيقة مصر حكومة وشعبا على الإهتمام والتجاوب الكبير مع الشعب السودانى وعلى إهتمامها باالحرب الدائرة فى البلاد وإستضافتها للملايين من أسر وأبناء الشعب و لمؤتمر القوى السياسية والمدنية . فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .
لقد كان واضحا وجليا بالنسبة لنا منذ الإعلان عنه فشل هذا المؤتمر وذلك للأسباب الآتية ..
أولا .. الدعوة للمؤتمر كانت فردية وقدمت لعدد من القوى السياسية والمدنية والتى إعتذر عدد منها ولم تقدم لطرفى الصراع كأصحاب مصلحة حقيقية ولكن هذا ديدن أهل تقدم والقحاته ومن لف لفهم . ثانيا .. لم يتم إعلان أية اجندة أو إعلان مبادئ للقضايا التى سيتم طرحها . ثالثا .. لم تتغير الوجوه التى ظلت تتواجد بصورة دائمة فى المؤتمرات السابقة كمؤتمرى أوغندا وأديس أبابا . وسبحان الله نفس طريقة الجلوس والدخول لقاعة المؤتمر والهتافات المحفوظة هى صورة ( بالكربون ) للمؤتمرات السابقة . رابعا .. نفس حضور الشركاء الإقليميين والدوليين هم هم ولا جديد يمكن النظر إليه بعين الإعتبار .

لكل ما تقدم ذكره كان من الطبيعى ألا يخرج المؤتمر بمعالجات حقيقية لحل أزمة الحرب . وهنالك مثل عربى شهير يقول تمخض الجبل وولد فأرا وهو مثل يضرب لمن ينتظر منه تحقيق العديد من الإنجازات والقرارات القوية كقوة الجبل وعظمته وكبر حجمه ولكن تكون المفاجأة فى أنه يخرج من بين شقوقه ( فأرا ) يخيب الآمال ولا يخرج جبل شامخ مثله . ولذلك أقول تمخض مؤتمر القاهرة وولد فأرا .
0 لقد وضح بصورة لا تدع مجالا للشك أن كل ما كانت تقوم به مجموعة ( تقدم ) من تصريحات وإستعدادات للمؤتمر لم تخرج من كونها مجرد تمثيل ولذلك جاءت الأقوال أكثر من الأفعال ليخرج المؤتمر فطيرا وبقرارات لا تتجاوز الحبر على الورق .

يكفي أن المجتمع الدولي لم يقف إلى جانب ( تقدم والقحاتة ) وأشار إلى أنها لا تمثل الشعب السودانى مؤكدا أن ما تقوم به يمثل الجناح السياسى للمليشيا الإرهابية . بينما جاءت كلمة وزير الخارجية المصرى أكثر إحباطا لمجموعة الفشل وهو يقول أية حلول للقضية السودانية عبر إملاءات أو ضغوط من أى جهة خارجية مرفوضة و غير مقبولة ولن تفيد ولذلك لابد أن يكون الحل سودانيا سودانيا دون إقصاء لكافة النخب السياسية .
إننا نستغرب جدا أن يتم الإعلان عن مثل هذه المؤتمرات كلما تقدم الجيش وحقق إنتصارات فى أرض المعارك . كما أننا نستغرب جدا لمشاركة الساده مالك عقار نائب رئيس المجلس السيادى والقائد منى آركو مناوى حاكم إقليم دارفور والدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية فى المؤتمر وإعطائه صيغة الشرعية . رغم أن الشعب السودانى كله يقف ضد هذه المجموعة التى تناصر المليشيا التى قتلت وشردت المواطنين من منازلهم ونهبت ممتلكاتهم وإغتصبت حرائرهم ودمرت البنية التحتية للبلاد ولا تزال فى غيها وفسادها وهجومها على المواطنين الآمنين.

ولكن بإذن الله ستنتصر قواتنا المسلحة ويعود السودان لأمنه وأمانه وإن ينصركم الله فلا غالب لكم .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق