مقالات

حرب المسيرات.. هل تمهد لحدث كبير؟

بقلم/ منتصر محمد زكي:

(الآن يتساوى الشجاع والجبان ) المقولة لصمويل كولت مخترع المسدس، الآن وصلنا إلى حرب المسيرات أو مايعرف بحروب الجيل الخامس .. فالمسيرات بمختلف أنواعها ومهامها ومميزاتها ليست بديلا للمقاتلات الحربية بل داعمة لها في الحروب لكل منهما أدواره ووظائفه وإمكانياته الخاصة به.

صار السودان خامس دولة في العالم تستخدم المسيرات في الحرب كسلاح نوعي وفعال لاسيما في حرب المدن حيث أظهر الجيش السوداني تفوقا ومهارة لفتت أنظار العالم.

مايعنينا هنا ليس أدوات الحرب والوسائل المستحدثة بل أسباب نشوبها ودوافعها فهنالك منظومة عالمية مهنتها صناعة الحروب وإدارتها من على البعد، هذه المنظومة المتحكمة في صناعة السلاح وأسواقه لها أهداف قريبة المدى وأهداف بعيدة المدى، حيث درجت أمريكا وحلفائها منذ سنوات على إستخدام أسلوب البلطجة والإبتزاز للحصول على موارد وثروات ما أطلق عليها إصطلاحا دول العالم الثالث في أفريقيا والشرق الأوسط ومنذ ذلك الوقت صارت هذه البقعة من العالم بؤرة صراع مستمر لأطماع ونزوات الدول الكبرى فكثرة الذئاب حول الفريسة دليل على شهيتها وقلة حيلتها، لذا لجأت بعض الدول المستضعفة الغنية بالموارد إلى الدخول في تحالفات مع دول كبرى لحمايتها وإتقاء شرها.

تأرجح السودان مابين أمريكا والصين وروسيا وصنع تحالفات هشة قصيرة المدى جعله عرضة لأطماع وإبتزاز تلك الدول. السودان الآن في ظل هذه الحرب التي أزالت الأقنعة وكشفت لنا من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء.

السودان في أشد الحوجة للدخول في تحالفات إستراتيجية بعيدة المدى مبنية على المصالح المشتركة مع دول لها ثقلها ووزنها كروسيا والصين وتركيا، حتى لايصير فريسة للضباع وبغاث الطير.

هذه الموارد المتنوعة والأرض البكر والمياه العذبة ظلت محل أطماع وشغف لصوص العالم منذ المهدية وحتى الآن فالمال السايب يغري بالسرقة.

من زاوية أخرى حرب الخرطوم وتوقيت إشعالها قد لا يكون وليد الصدفة بل هي جزء من مخطط ومشروع الحروب الدائرة الآن .. ربما تكون تمهيدا ونذر لحرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق  ربنا يكضب الشينة .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق