الطريفي أبونبأ:
عروس في مقتبل العمر حضرت لزيارة أهلها في المناصير وفجأة ظهرت عليها اعراض الكوليرا التي دائماً ماتباغت الأهالي بالليل، الهلع والانزعاج سيطر على أهلها وبعد ساعات استقر التفكير لإنقاذها، لا وجود لعربات والمواصلات غير متوفرة ومستشفى القرية يحتاج لعربة حتى تصلها وبعد محاولات وصلت المشفى مع اقربائها والمفاجأة لاوجود لأي احساس بالمشفى غير المباني التي تقف كالأطلال ونسوة ورجال يفترشون الأرض هم بقايا النازحين من جحيم الحرب بسنجة ليس لهم مأوى غير برندات المشفى لتدور الأفكار في إسعافها للدامر أو عطبرة بعد أن ساءت حالتها، ونهاية الأمر فاضت روحها وعاد أهلها بخيبة وأسف يتبعهم خوف إصابتهم وانتقال العدوي لهم.
وهنالك طفل صغير يبكي ويصيح ولأن لا قدرة مع (الأقدار ) تم تشخيصه بواسطة أهله وقالو إنه ( التسنين) فالأعراض مشابهة ولم يلبث سويعات ليتوفى.
وهكذا تدور المآساه ولا حياة لمن تنادي (مشفى) تشغله منظمة أجنبية ولكنه مغلق وبلا جدوى والسبب انعدام العلاجات والخوف من الكوليرا وسيطرتها فهي لا ترحم، ومن هم بالقرية في رحاب رحمة الله دعاء واستغاثة بمن أوجدهم في الحياة.
ورسالتنا لمن ارتدى ثوب الإنسانية لوالينا ومجتمع الولاية اسعفوا ( الموتى الأحياء) ارحموا من داهمهم فزع الموت وباغتتهم عدوى المرض وإن لم تصب أجسادهم.
تشغيل المستشفى ودعمه بالعلاجات وتهيئة بيئته هو بعض من إنسانية يتمناها أهالي القرية 6 وقرى المناصير والتي هي في عون الله دعاء وصلاة أن يجنبهم الموت بالكوليرا.