إقتصادمقالات

المملكة العربية السعودية وجهود مؤسساتها في الأزمة الانسانية بالسودان

د. محمد خليفة صديق:

تتسم المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا بحب الخير، وروح البذل، وإغاثة الملهوف، وهي خِصال نابعة من كرم أخلاق – هذا الشعب – المستمدّة من مبادئ الإسلام، وأصالة الـمُثل والعادات العربية الكريمة، حيث يعلم القاصي والداني أن العمل الخيري والإنساني أحد مكونات الشخصية السعودية.

وتميز أبناء المملكة بأن لديهم مبادرات متميزة وقيِّمة في نشر الخير والمحبة والسلام، وقدّموا أعمالاً جليلة أثْـرَت العمل الخيري والتطوعي في بلاد الحرمين وخارجها، وعزّزت القيم الإنسانية في مختلف الساحات الدولية.
واتباعا لهذا الإرث الطيب أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 24 /7 /1436هـ الموافق 13/ 5 / 2015م ليضطلع بمهام تقديم المساعدات المباشرة، أو عبر منظمات الأمم المتحدة باتفاقيات مُبرمة أو بواسطة مؤسسات المجتمع المدني في البلدان المستهدفة.

ويدل إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على مساعي خادم الحرمين الشريفين الإنسانية وتآزره مع كل محتاج ومنكوب حول العالم، كما يجسد عمق النظرة وبعد الأفق لخادم الحرمين الشريفين بأن يكون المركز مظلةً لمختلف الأعمال الإغاثية والإنسانية للمملكة، تتوحد فيه جهودها المقدمة إلى الدول والشعوب المتضررة والمحتاجة، حيث حظيت تلك الجهود بإشادات دولية.

 


جهود مركز الملك سلمان..
منذ إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قدّمت المملكة العربية السعودية يد الخير والعون للمنكوبين في العالم دون تمييز عرقي أو ديني، واستطاع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن يحقق إنجازات شهدت بها المنظمات الإغاثية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة وحكومات ومواطني الدول التي استفادت من المساعدات، حيث صار المركز منارة دولية للإغاثة والأعمال الإنسانية ورسالة واضحة للعالم مفادها أن هذا الوطن عنوان للسلم والسلام والحرص على حياة الإنسان وكرامته، وديدنه بذل الغالي والنفيس لرفع المعاناة ومساعدة الشعوب والمجتمعات المتضررة، دون التمييز بين دين أو لون أو عرق وليعكس ما يوليه خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – من اهتمام بالغ بالعمل الإغاثي والإنساني وما تتحلى به هذه البلاد الطاهرة من سبق في الدعم والعطاء وخدمة البشرية.
كان للسودان نصيب وافر من جهود مركز الملك والمنظمات الخيرية الأخرى مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي؛ فخلال الفترة الماضية توفرت إحصائيات حول مشاريع مركز الملك سلمان المنجزة والأخرى قيد التنفيذ في السودان حيث بلغ اجمالي ​عدد المشاريع 158 مشروعا، بتكلفة إجمالية بلغت أكثر 132 مليون ريال سعودي، ضمت مشاريع الأمن الغذائي والزراعي التي كانت على رأس القائمة، تليها مشروعات الصحة والتي بلغ عددها ​105 ​​مشروعات بتكلفة تجاوزت 33 مليون ريال، ثم المشروعات متعددة القطاعات، ومشروعات الإيواء والمواد غير الغذائية، ثم مشروعات المياه والإصحاح البيئي، ثم مشروعات التعافي المبكر والتغذية ​والأمن والحماية والتعليم والأعمال الخيرية.

 

وبلغ عدد اجمالي المشروعات ​158 مشروعا، قدمها مركز الملك سلمان للسودان عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة الشعب ليعيش حياة كريمة.
وفور تجدد كارثة الفيضانات الأخيرة في السودان، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله- وتجسيدًا للدور الإنساني النبيل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه الدول الشقيقة والصديقة، وجها بتسيير جسر إغاثي لإغاثة المتضررين من الفيضانات والسيول في السودان وتلبية حاجاتهم الإنسانية العاجلة، وبدأ هذا العمل الكبير بجسر بحري إغاثي وصلت بشائره من ميناء جدة الإسلامي إلى ميناء الأمير عثمان دقنة في سواكن بولاية البحر الأحمر بتدشين 21 شاحنة إغاثية تحمل على متنها 23.000 سلة غذائية و 3.464 حقيبة إيوائية؛ وذلك لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين من الفيضانات والسيول التي ضربت ولايتي نهر النيل والشمالية مؤخرًا وأدت لخسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، بحضور ممثل سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية السودان، ومن الجانب السوداني ممثل مفوض العون الإنساني، والشركاء الوطنيين.
من أمثلة مشروعات مركز الملك سلمان خلال الفترة الماضية منذ بدء الحرب في السودان في إبريل 2023 مشروع توزيع 400 حقيبة عناية شخصية في محلية دنقلا بالولاية الشمالية في يوليو 2024م، استفاد منها 2.300 فرد، وذلك ضمن مشروع تقديم مساعدات النظافة الصحية الشخصية العاجلة إلى السودان للعام 2024م. 107 حقائب مواد عناية شخصية للأسر الأكثر احتياجًا والنازحة في محلية المناقل بولاية الجزيرة ، استفاد منها 616 فردًا، وحقائب إيوائية استفاد منها 616 فردا، 500 حقيبة مواد عناية شخصية للأسر الأكثر احتياجًا من النازحين في محلية البحيرة بولاية نهر النيل، استفاد منها 2.967 فردًا ، 338 حقيبة إيوائية و1.204 حقائب عناية شخصية للأسر الأكثر احتياجًا من النازحين في محلية الفاو بولاية القضارف ، استفاد منها 8.867 فردًا، و540 حقيبة عناية شخصية استفاد منها 3.105 أفراد من الأسر الأكثر احتياجًا والنازحة في محلية الدامر بولاية نهر النيل ، و448 حقيبة إيوائية في محلية بورتسودان بولاية البحر الأحمر، استفاد منها 2.576 فردا، ، و 278 حقيبة إيوائية استفاد منها 1.598 فردا، و432 حقيبة عناية شخصية استفاد منها 2.484 فردا من الأسر الأكثر احتياجًا والنازحة في محلية مروى بالولاية الشمالية ،و 743 حقيبة إيوائية و 743 حقيبة عناية شخصية للأسر الأكثر احتياجًا من النازحين في محلية كسلا بولاية كسلا ، استفاد منها 4.273 فرداً .

 

وكذلك كان هناك المشروع الرائد لتوزيع السلال الغذائية حيث وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 1.300 سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجًا والنازحة في محلية المتمة بولاية نهر النيل، استفاد منها 7.475 فردا، كما وزع المركز 7400 سلة للنازحين بولاية كسلا.

 

وقال ممثل منظمة الاغتنام وهي وسيط وموزع مساعدات مركز الملك سلمان، عمار صديق، أن مفوضية العون الإنساني بولاية كسلا تسلمت 7400 سلة غذائية لكسلا ، وهي مخصصة للنازحين الوافدين على كسلا من ولايتي سنار والجزيرة، مشيرا إلى أن سلال مركز الملك سلمان جاءت في وقتها المناسب نظرا لكثافة الوافدين على الولاية بجانب طوارئ الخريف وظهور عدد من التحديات الصحية والغذائية.

جهود الندوة العالمية للشباب الإسلامي..
للندوة العالمية للشباب الإسلامي ومكتبها في السودان جهود كثيرة ومتنوعة مثل كفالة الطلاب وأعمال الإغاثة والأعمال الانسانية الأخرى والتعاون مع الجامعات وغيرها، وخلال فترة الحرب الأخيرة قامت الندوة بعدد من البرامج منها برنامج الإغاثة العاجلة للندوة والذي تم تنفيذه في مراكز إيواء النازحين بولاية السودان المختلفة، وتم توزيع بعض هذه الاعانات للأسر المتضررة في عدد من ولايات السودان المختلفةن حيث تم تقديم عون إغاثي لـ 2500 شخص، بجانب مشروع العيادات المتنقلة التي استفاد منها أكثر 1000 من المواطنين السودانيين بعدد من المدن، ومشروع توزيع لحوم ذبائح، والذي استفاد منه 3000 شخص، ومشروعات رمضان التي استفاد منها 19.000 شخص، ومشروع الأضاحي الذي استفاد منه 2500 شخص، والوجبات الساخنه 20.000 شخص، وبلغت جملة المستفيدين من هذه المشروعات 48.000 مستفيد من المواطنين السودانيين.
وفي هذا الصدد يقول الأستاذ محمد الحبر مدير مكتب الندوة في السودان مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالسودان دشن قبل فترة مشروع توزيع (20,000) وجبة ساخنة على اللاجئين والنازحين المتضررين من الحرب في مراكز الإيواء التي تضم الآلاف منهم في (ولايتي نهر النيل وكسلا) بالسودان، وتم تخصيص جزء من هذه الوجبات لطلاب جامعة إفريقيا العالمية من مختلف الجنسيات الذين يدرسون بالجامعة، مشيرا إلى أن هذا المشورع يأتي كبادرة إنسانية ومساعدة خيرية للتخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين، حيث تم إعداد هذه الوجبات بمعايير عالية الجودة في المكونات والتعبئة والحفظ والتوزيع.
وثمّن الحبر دور المملكة وجهودها الملموسة في مساعدة اللاجئين والنازحين في مختلف مناطق العالم التي تشهد الاضطرابات والأزمات والتهجير القسري وفرار الآلاف بأرواحهم، وأكد أن هذا الدور الكبير جعل من المملكة قبلة العمل الخيري الإنساني في العالم، موضحا أن مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في السودان وزع كذلك 5000 وجبة إفطار صائم خصصتها الندوة العالمية للطلاب الوافدين في الإسكانات الطلابية التي تضم طلابا من مختلف الجنسيات .
ومن نماذج دعم الندوة العالمية للشباب الإسلامي للجامعات السودانية، التعاون بين الندوة وجامعة إفريقيا العالمية، حيث يتمتع الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الشيخ د.صالح بن سليمان الوهيبي، بعضوية مجلس أمناء الجامعة، وقد إلتقى أخيرا بمقر الندوة بالعاصمة السعودية في الرياض بالبروفيسور حاتم عثمان محمد خير، مدير جامعة إفريقيا العالمية، والذي شكر الندوة العالمية للشباب الإسلامي لدورها الكبير المتعاظم في خدمة طلاب جامعة أفريقيا العالمية وأنهم شركاء أساسيين ، حيث تتشرف الجامعة باستضافة مكاتب الندوة العالمية بالسودان داخل حرم الجامعة بجوار مسجد الروضة، كما أن داخليات الندوة العالمية المنتشرة داخل السودان تقف شاهدا على ما قدمته الندوة في خدمة التعليم وطلاب العلم.

وخلال هذا اللقاء أشاد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الشيخ د. صالح بن سليمان الوهيبي بما قدمته جامعة أفريقيا العالمية من خدمة للأمة في أهم مضمارين تعليم أبناء المسلمين ونشر اللغة العربية، مشيرا إلى أن هذا الجهد العظيم أهل الجامعة لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وعدد من الجوائز المرموقة.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق