سياحة وآثار وتراث

حي السوق بالزيداب

الحلقة الأولى

بقلم/ محمد علي حامد الراو :

حي من أعرق أحياء الزيداب له نكهته الخاصة وتاريخه الناصع ( وتد) من أوتاد الزيداب هنا كان الإخلاص والجد والصدق في العمل ، تسكنه قبيلتين عريقتين ( الهوسا والفلاتة ) والفلاتة هؤلاء فروع كثيرة منها ( فلاته تلس , فلاته ملو , فلاته فوطه , فلاته ام برروا ……..الخ ) نعم هوسا وفلاته رسموا بأحرف النقاء تاريخهم الناصع في نهضة منطقة الزيداب .
وصل الرعيل الأول منهم الي أرض الزيداب في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وقد عرفوا بعزة النفس والاباء ولا يرضى أحدهم الا ان يأكل من عرق جبينه الطاهر في زمن كانت اليد العاملة فيه رخيصة جدا والعمل اليدوي شاق جدا مع بدايات قيام مشروع الزيداب الزراعي بجانب الأدارة الانجليزية الحازمة والتي لا تتوانى في حسم أي تقصير او أي إهمال او تأخير في مواعيد الدورة الزراعية والعمل منضبط كانضباط ساعة مستر بنجامين هول وزير الاشغال الانجليزي الضخم الملقب (ببيغ بن ) في وسط لندن وان أي باحث اراد أن يوثق لمشروع الزيداب لن تكتمل كتابته وتبلغ تمامها ان لم يخصص فيها بابا كاملا عن دور الهوسا والفلاتة في انجاح مشروع الزيداب وسيكون توثقيه ابترا وانا كشاهد عشت بجوارهم أكثر من ثلاثة عقود من الزمان من عمري لا املك الا ان أسجل بعض الخواطر النبيلة التي تطوف بمخيلتي كل حين عن هذه الجماعة عطرة السيرة والذين مثلوا قوة الارادة والصمود والاخلاص في اسمي صوره وتحدوا كل العقبات ليحفروا في ارض الزيداب البكرة بمعاولهم تاريخهم الناصع الذي لم تشبه شائبة من فتنة او تعدي علي حق احد ابدا . أياديهم نظيفة من دماء المسلمين وحقوقهم. لذا فاننا نجد ان معظم احفادهم اليوم قد نجحوا في هذه الحياة في كافة دروبها وتدرجوا في مراتب العلوم والمعارف ونالوا كثيرا من الدرجات العلمية الرفيعة جدا نعم لانهم أكلوا من عرق جبين ابائهم الطاهر حلالا طيبا . وان مما يسعدني كثيرا إنني درست عددا من أبنائهم وبناتهم فيا نعم الطلاب والطالبات. ان هذا الحي مع صغر جغرافية حجمه وضيق شوارعه لكن حجراتهم الصغيرة الأنيقة تزدان أغلب جدرانها من الداخل بشهادات أبنائهم العلمية الكبيرة في الطب والهندسة والأدب العربي والانجليزي واعمالهم الجليلة . وهناك أسماء من الهوسا والفلاتة لمعت في تاريخ الزيداب وعلى رأسهم الحاج حسن شامي محمد (شيخ عموم الهوسا والفلاته بالزيداب ) والحاج حسن يحيي وشيخو عبدو وموسي هوسا وموسي فتا وحاج محمد عبدالله الدباغ الذي اشتهر بدباغة الجلود وهو والد عمك الحاج علي طوالي وعبدالعزيز صاحب القهوة وعمك حاج علي طوالي هو أول من أدخل نظام إيجار الدراجات الهوائية ومعه عمك حاج ابكر وتعلم كل جيلنا قيادة الدراجة الهوائية من دراجات عمك علي طوالي وحاج ابكر وكانت موضة

نقف هنا ونواصل في الحلقة القادمة بإذن الله خواطرنا عن ايامنا الحلوة مع الهوسا والفلاته بالزيداب.
محبكم
محمدعلي حامد الراو

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق