مقالات

أيها الوالي.. ستعود إلى موقعك كما عاد الذين من قبلك

معاوية عثمان:

“وطلب من إدارة التعليم بحث الأسباب التي أدت لاضراب بعض المدارس موجها بمحاسبة المتقاعسين، طالباً من المعلمين عدم خلط القضايا المطلبية بالسياسة”.

تقريبا هذا ما فتح به الله على السيد محمد البدوي عبدالماجد أبوقرون، في اجتماعه بإدارة تعليم نهر النيل.

نذكر أولاً أن أبوقرون هذا قال إنه قد بدأ حياته كمعلم، فالسؤال لم ترك مهنة التعليم واتجه إلى سلك الحكومات المحلية؟.

مهما قال تبقى الإجابة الصادقة أن مرتبات المعلمين هزيلة وغير منصفة ولا تتيح حوافز وفرص كما بقية مصالح الدولة الأخرى، الأمر الثاني لم تبحث عن أسباب الإضراب وقد جاءتك جموع المعلمين ببابك تعرض قضيتها فلم تكلف نفسك عناء الخروج والحديث إليهم احتراما للزمالة السابقة على أقل تقدير إن لم يكن احتراما لمعلمي أولادك وبناتك. وفي هذا قد سبقتك رئيستك السابقة السيدة آمنة حين خرجت قبلك وتحدثت إلى معلمى ولايتها وإلى اعتصام أهل الدامر وهم في فورة غضبهم وقد قيل (إن التشبه بالرجال فلاح) ولعل هنا يجوز القول و(ببعض النساء كذلك).

القضية الثالثة هي اننا نعلم أن قضايا الإضراب أمر يتعلق بالمالية الاتحادية وبسلطات المركز ولا شأن للولاية بها، مع ذلك نسأل قبل توجيهكم الكريم بالمحاسبة ماذا فعلت أنت كوالي ومعلم سابق لـ(رفاق الطبشيرة القدامى) في ولاية توصف بأنها منجم السودان الذي تطرقه الذئاب من كل فج عميق من تخوم روسيا إلى عربان الخليج إلى أعماق أفريقيا؟

كيف سعيت لتخفيف وطأة الحياة على معلمين أكبرهم يتقاضى أربعة آلاف جنيه في اليوم وأصغرهم أجره (ألف ونصف) كيومية، ودونهم عمالهم الذين لايتجاوز أجر معظمهم ألفا واحدا في اليو؟. أما كان من الأجدر أن تقاتل للحصول على نصيب الولاية كاملا من الذهب؟.

دعك من ذلك أما كان عليك أن تواصل المساعي السابقة فتستبقى عندك زكاة ذهب الولاية ثم تقررها لفقراء ولايتك، ومن هم غير المعلمين وموظفي الوزرات وعمالهم؟ وعندها كان يجوز لك أن ترفع رأسك وتقول كلمتك: (هذا قسمي فيما أملك قدمته لكم)، ذلك كان أجدر بالاحترام من إطلاق الوعيد على رؤوس شريحة مستضعفة.

الرابع ياسيدي الوالي، أطلب اليك وبكل احترام أن تطلع على مطالب المعلمين التي رفضت استلامها منهم في بابك المحروس جنداً، وإن تطلعنا وأهل ولايتك أين السياسة في مصفوفة المطالب هذه؟ بل إن بعض هذه المطالب مجرد تذكير لتنفيذ قرارات اتخذتها الدولة فعلا ثم تغافلت عنها.

الأمر الأخير، أنت ياسيد أبوقرون، في الأصل موظف دولة في سلك الحكومات المحلية، وليس سياسيا وستعود إلى موقعك كما عاد الذين من قبلك، ولعل ذلك يحدث قريباً فأرجو أن تخبرني كيف ستفعل إذا قرر ضباط المحليات لاحقاً الدخول في إضراب مطلبي، فهل ستضرب معهم أم ستكون من المخذلين؟ والسلام على من اتبع الهدى ووعي القول.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق