مقالات

التمكين في وزارة الزراعة.. الجمع بين وظيفة الوكيل والوزير

بدرالدين عطا مصطفى:

عندما كتب الطيب صالح مقاله (من أين أتى هؤلاء؟) خاله الناس ظلما أنه يقصد جماعة انقلاب عمر البشير، ولكن الرجل كان بعيد النظر شأنه شأن المبدع حميد عندما كتب: (من الواسوق أبت تتطلع من الأبرول أبت تتطلع من المدفع طلع خازوق خوازيق البلد زادت) اعتقد جازما بأن الطيب صالح كان يعني أبوبكر البشري، وكيل ووزير الزراعة الحالي الذي ينهار القطاع الزراعي أمامه ولايحرك ساكناً، فمشروع الجزيرة يقاتل من أجل البقاء و(ناس المالية) يريدون تحويله إلى (هيئة) والأمطار هطلت والقطاع الزراعي بلا مدخلات أو تمويل أو مرشدين وقادة العمل الزراعي يتابعون من مكاتبهم الوثيرة في العاصمة وانهيار منظومة الأمن الغذائي أصبح أمرا واقعاً ماثلاً في ظل غياب المخزون الاستراتيجي.
في هذا الوقت تحديدا يتوجب على الوزير وقادة العمل الزراعي التواجد بين المنتجين حفزا ودعما لهم وتوفير مستلزماتهم للإنتاج إلا أن الوزير الهمام طار إلى القاهرة لحضور ورشة تأمين الغذاء بصفته (وزيراً) وعاد من القاهرة للسفر الفوري إلى أديس أبابا بصفته (وكيلاً) لحضور ورشة الإدريسي التابعة للإيقاد علما بأن الإيقاد ليس لها مشروع واحد في وزارة الزراعة ومشروع الإدريسي صفري الوجود.
يبدو أن الجمع بين وظيفة الوكيل والوزير قد أتاح للبعض فرصاً للأسفار متناسين واجباتهم الأساسية أما سفر مديرة التعاون الدولي محدودة القدرات لأكثر من خمس سفريات خارجية واحتكارها لفرص نقاط الارتكاز فهذا أمر سنعالجه في مقالات قادمة.
معاً لانقاذ القطاع الزراعي معاً لسيادة الشفافية معا لتوزيع الفرص على العاملين في الوزارة بالشفافية، معاً لإنهاء تمكين المتفلتين من الاستئثار بخبرات البلاد.

مدير إدارة التعاون الدولي السابق بوزارة الزراعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق