مقالات

لا تقف على النمل والنمل واقف

متاريس سودانية

م. جبريل حسن أحمد:

بلغت تعقيدات المشهد مرحلة عميقة من الإصرار على الانتصار وهزيمة مشروع الدولة الوطنية، فلقد جمع اليمين المتردية والنطيحة وما اكل السبع مشروعا إعلاميا ضخما يراد له النشوى (كما) بفتح الالف كحالة انتخابية قديمة لحشد الجوعى والمطحونين ولاخافة الشعب برافعة ضخمة يحملها شيوخ السياسة والسجادة لقيادة أزمة عميقة الآن تتشكل لتعصف بما تبقى من شواهد الاختلاف والانغلاق اكثر نسبة لمنهج التيارات الرافضة لمنهج الصوفية في قيادة مقاربة تصعد الصراع اكثر ليتعدي الأزمة إلى هجين المعتقد لأن الأزمة الماثلة الآن أكبر من مشروع الدولة الإسلامية المعاصرة. وأكثر تعقيدا من أن تكون مشروعا توافقيا يطرحه الشيخ الطيب الجد.

أنظرو العدد الكبير للسفراء والدبلوماسيين الذي نافس نفسه في الوصول إلى معقل الشيخ الطيب الجد ووجد هذا الأمر احتفالا ووعيدا وتهديدا بعدم انتقاد المبادرة بل اصرارا مزهوا بأن الجمل ماشي والكلب ينبح.

لكن نحن نقول ومن منظور وطني وصول هذا العدد الكبير من هؤلاء السفراء لمعقل الشيخ الطيب الجد وتأيدهم للمبادرة قبل أن يطلع عليها الشعب السوداني ويقول كلمته دليل أدانة لكل سفارات العالم بأنها جزءا من أزمتنا الوطنية وعقبة مشروع انفراج الأزمة في خطوة تتنافي والاعراف الدبلوماسية وهي استباق قرار الشعب السوداني وتأيد مبادرة ترفضها التيارات الوطنية والفاعلين من أبناء الشعب .

ومن زاوية أخرى هذه المبادرة وبهذا الشكل الاحتفالي تبعث بأرهاصات قلقة للمتابعين لحقيقة الأزمة لان قطاع عريض من المكونات والفاعلين يرفضونها نسبة للحاء الواضح لالياتها في إعادة المشهد السابق.
وحديثنا هذا ليس رفضا للمبادرة لاكن نقدا نقوم
( بضم النون وتشديد الواو) به مشروع الوفاق بين السودانيين لأن الأزمة الآن تحتاج إلى تلك الحلول التي يقبلها الجميع بمقاربة تقبل العدل الإنصاف والاعتراف بحتمية المصير المشترك في ان يعمل الجميع معا وهذا التوقيت مثالي دون أدني شك السودانيين وحدهم قادرون للوصول لرضي وطني يفتح الطريق للتعافي وانقاذ الوطن.
لأن الأزمة حاليا ليست الأزمة الماثلة ولكن السودانيين بشكل جماعي يواجهون الان تحديات الفترة الانتقالية والفراغ التنفيذي الذي افرز أوضاع اقتصادية وأمنية قاسية جدا وهي تحديات إصابة المواطنين أصابات بليغة على مستوى الأمل والمستقبل في رعاية الأسرة والمجتمع لذالك نحن نحتاج إلى مبادرة تحمل بزور النجاح بداخلها بدلا عن بذور الفشل المعلومة والتي خبرها الشعب السوداني فرفقا به ولاتقف على النمل والنمل واقف.

تحياتي

جبريل

الاربعاء 10/أغسطس/2022
gebrelhassan@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق