رياضةمقالات

وين وين الملايين ؟

علي أحمد عباس:

تنعقد الجولة الثانية من انتخابات الهلال لتختار الجمعية العمومية مكتملة النصاب مجلس إدارة جديد للنادي لدورة جديدة تستمر اربع سنوات.
وكما هو معلوم فقد تم تأجيل انعقاد الجمعية العمومية قبل يومين لفشل اكتمال نصابها الذي يبلغ حوالي 1042 عضوا فقط وهو بموجب النظام الأساسى لنادي الهلال يمثل 50%+1من العضوية المؤهلة للمشاركة في الانتخابات إذ يبلغ العدد الكلي المؤهل حوالي 2052.
تصوروا عضوية هلال الملايين 2 الف عضو فقط لا غير أي 0.2 لو افترضنا أن عدد الأهلة في السودان واحد مليون هلالابي ونحن نتحدث عن عشرات الملايين من الأهلة المنتشرين في كل بقاع السودان والذين ظلوا يشكلون أغلبية كبيرة في كل دور الرياضة التي يلعب فيها أينما حل. هذه قطعا وباسف معادلة مختلة ومخيفة لا تتناسب مع الهلال اسما وحجما ووزنا في الساحة الرياضية المحلية والاقليميةكزعيم ورائد وقائد. ولقدظلت هذه المعادلة والنسبة الخجولة ملازمة لعضوية الهلال منذ سنوات عديدة وحتى الآن الشء الذي يحتم ضرورة تدارك هذه الظاهرة الخطيرة خاصة بعد إجازة النظام الأساسى الجديد للنادي والذي أحدث نقلة نوعية كبيرة للنادي وضعته في مصاف الأندية العالمية بعد أن فك قيده واسره من قبضة السلطة الحكومية واصبح يدير نفسه بنفسه واصبح نظامه الأساس مطابقا ومنسجما مع نظم وقوانين الأجهزة العالمية المسؤولة عن إدارة النشاط الرياضي مثل الفيفا واللجنة الأولمبية والاتحاد العام لكرة القدم. نعلم والكل يعلم أن ضعف العضوية وتواضعه ما هو إلا نتاج طبيعي للكيفية والطريقة المعيبة التي تكتسب بها العضوية بل تحشد بها العضوية. وبرغم ضآلتها فإن اكبر عيوبها انها تظل عضوية موسمية مسجلة في سجلات العضوية تستجلب للانتخابات وينتهي دورها بانتهاء الانتخابات لا انتماء فعلي لها بالنادي ولا بانشطته. وحتى دورها المرسوم لها بالتصويت في الانتخابات كثيرا ما تفشل في القيام به فلا يكتمل النصاب في الجولة الأولى وأحيانا كثيرة تفشل في المرة الثانية فيصبح انعقاد الجمعية العمومية صحيحا بمن حضر فقط اي كان عدده وهنا تكمن المأساة التي تنتج مجلس إدارة جديد للهلال بمن حضر وقد حدث ذلك اكثر من مرة. هنا لا أود الحديث عن كيفية استجلاب العضوية وسماسرة وتجار العضوية لانه أصبح حديثا مكرورا ومعلوم لدي الجميع وعلى رأسهم التنظيمات الهلالية بجميع مسمياتها.
لقد آن الأوان وجاء الوقت وازفت الساعة لندق ناقوس الخطر بقوة ونلفت الانتباه ونوجه رسالة عاجلة للاهلة جميعهم بأن ما يحدث في انتخابات الهلال لا يليق مكانا به ولا يتناسب مع ذلك الكيان العملاق الذي يعشقه الملايين والذي تاسس في ثلاثينيات القرن قبل الماضي. لا بد من وقفة جادة للمراجعة واعادة النظر في كل القواعد والاسس التي تحكم اكتساب العضوية والشروط الحالية المعيبة المقرونة بها وضرورة مراجعة وتعديل نصوص وبنود اكتساب العضوية الواردة في النظام الأساس لتحد من سوق نخاسة العضوية.
لقد حان الوقت في التفكير في عضوية نوعية ولا اقول صفوية عضوية ملتزمة التزاما شخصيا باستيفاء شروط العضوية وعلى رأسها دفع الرسوم عند اكتسابها والاستمرار بدفع اشتراكاتها في ميقاتها دون وسيط. نطمع أن يأتي الوقت الذي يسعى فيه الأعضاء بانفسهم لاكتساب العضوية لا ان يحشدوا ويستجلبوا وتدفع لهم الرسوم. ولتحقيق ذلك الهدف لا بد أيضا من مراجعة وتعديل وتقويم شروط منح العضوية الواردة في النظام الأساس الجديد لسد كل الثغرات التي تنفذ منها العضوية المستجلبة.
ولكي تكون عضوية الهلال بقدر حجمه واسمه لا بد من اعادة بناء وتأسيس وتكوين مكتب دائم للعضوية توظف له عناصر مؤهلة ومتخصصة ويؤهل بالمعينات والأدوات الحديثة بالتسجيل والرصد والمتابعة.
اليوم من المفترض أن يأتي لحضور الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد للهلال حوالي 700 عضو فقط لاكمال نصاب الانعقاد ودون ذلك سيكون في مقدور اي عدد يحضر انتخاب مجلس إدارة جديد لهلال الملايين يعني مجلس بمن حضر. وهنا تحضرني الأنشودة الخالدة للفنانة اللبنانية جوليا بطرس… وين الملايين وين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق