كاريكاتيرمنوعات وفنون

قصة صحيفة نبض الكاريكاتير

يرويها منعم حمزة:

أولاً هى الصحيفة الأولى الساخرة بالسودان والثالثة على مستوى الوطن العربى فقد سبقتها مجلة (كاريكاتير) المصرية ورئيس تحريرها الفنان الكبير الراحل مصطفى حسين ، ثم صحيفة (الدومري) السورية ورئيس تحريرها الفنان على فرزات.

قبلها بسنة أصدرنا صحيفة (قلب الشارع) من شركة دار البلد لمؤسسها الراحل الأستاذ محمد محمد أحمد كرار.

كنت أول رئيس تحرير لها وكنت أصمم وأرسم صفحة ساخرة كاريكتيرية تصحبها نصوص ساخرة من تأليفي، سميتها (نبض الكاريكاتير)، بعد سنة ازدحمت الصفحة بمشاركات القراء الرسامين أصلاً، من ضمنهم الفنان الحلفاوى الجميل أخونا يحيى صقر، وكان يبعث لنا رسوماته من حلفا الجديدة بالبريد.

عندما ازدهرت الصفحة بالأسماء والكتاب اقترحت على أخونا الراحل كرار، أن نحولها من صفحة إلى صحيفة قائمة بذاتها، اعترض بشدة على الفكرة لسببين، قال لي : “ستشغلك عن رئاسة وإدارة صحيفتنا الأصلية (قلب الشارع) التي ولدت بأسنانها وذاع صيتها ، والسبب الثاني أن السودانيين بطبعهم (ناس ناشفين) وجادين وليسوا من أهل النكتة كإخواننا المصريين”.

راهنت على نجاح الإصدارة وتحت إلحاحي وافق كرار على أن نبدأ بـ 3 آلاف نسخة فقط ونجرب، وبدأنا ثم 5 آلاف، ثم 10 آلاف ثم 15 وهكذا تواصلت النجاحات حتى وصلت إلى 150 ألف نسخة للطبعة الواحدة والتى كانت مرتين فى الأسبوع ثم أصبحت أربع مرات أسبوعياً.

كل الصحف السياسية والرياضية والاجتماعية الأخرى مجتمعة لم تبلغ هذا الرقم الذي لم تبلغه صحيفة فى تأريخ الصحافة السودانية ، علما بأن صناعة السخرية المرسومة والمكتوبة من أصعب فنون الصحافة وفى زمن القبضة الحديدية للانقاذ والكبت التام للحريات الصحفية والانقاذ فى بدايتها، إلا أن الرمزية والدوران حول الموضوع فهمه الشعب الذكي اللماح بسهولة، وصارت متنفساً له وذلك من أسباب نجاحها.

حاشية : رفضت كل عروض الإعلان المغرية بالصحيفة وبشدة رغم إلحاح رئيس مجلس الإدارة أخونا كرار حتى لا يؤثر الإعلان على لونية الصحيفة وحتى لا تفقد الصفحات دسامتها وكينونتها لدرجة أن القارئ صار يشترى النسخ الراجعة، بل ويحجز الصحيفة بالمكتبات و بالاشتراك قبل صدورها.

للقصة متون وحواشي سنأتي على ذكرها لاحقا لو ربنا أمد فى الأجل، دمتم .

منعم حمزة

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق