صحة وبيئةمقالات

التأمين الصحي ولاية نهر النيل

بقلم/ محمد علي حامد الراو:

لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل

أولا التقدير بلون الذهب لكل مخلصي التأمين الصحي بالولاية.

اليوم وبكل أسف وقفت على أطلال
مكاتب التأمين الصحي بمستشفى الدامر وهي حزينة خاوية على عروشها،  الكراسي التي كانت تمور بالحركة ودماء الشباب الحارة من الجنسين جف نبضها وعلاها غبار الإهمال.

أكثر من ربع قرن من الزمان كانت هذه الوحدة تتدفق وتفيض بعطاء كوادر التأمين الصحي خيرا وبركة، عطاء يواسي الجرحى والمكلومين ويواسي المرضى والعيانين بطواقم من الكوادر المدربة المهذبة المتمرسة من الإختصاصيين والأطباء والفنيين والممرضين المهرة والعمال المخلصين يحمل معاناة الآلاف في مظهر تكافلي مشرق. الإنسان الذي يستقتطع من راتبه وهو في كامل الصحة سعيد لأنه يشعر أنه يقدم صدقة جارية ويعين ملهوف ويعالج مريض.

إن الإسلام أول ما اهتم، إهتم بالأمن والصحة ومعاش الناس. نعم قال صلى الله عليه وسلم من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، يملك قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها.

اليوم وفي أقبح توقيت، يُغلق التأمين الصحي بنهر النيل! عدم توفيق
في الزمان مع بداية شهر الكريم
شهر التراحم شهر التكافل شهر التعاون شهر تفقد الضعفاء والمحتاجين. لماذا ياحكومة الولاية؟ لماذا ياوزارة المالية؟ لماذا يا إدارة التأمين؟ لماذا ياوزارة الصحة؟ لماذا ياوزارة الشئون الإجتماعية؟.

العلاج ضرورة أساسية ليست من الكماليات، والتأمين خيره يدخل كل بيت رحمة وبركة كبار السن والأطفال والنساء والرجال الناس كلهم يشاركون فيه.
لماذا لا تدعم الحكومة الفارق البسيط، لماذا تدرفض دعم أي شيئ، لماذا لا تدعم الحكومة الفارق البسيط في التأمين لماذا لا تدعم الخبز ولا الوقود ولا الكهرباء ولا الماء ولا الغاز ولا التعليم وآخر شمعة أمل اليوم، تخبو وسط تنصل كل جهة عن واجبها؟.

سيدي الوالي.. وكما عهدناك لاترضى الظلم، لابد من إعطاء هؤلاء الجنود المجهولين من كوادر التأمين الصحي إختصاصيين وأطباء وفنيين وممرضين وعمال الذين يواصلون الليل بالنهار دوام 24 ساعة حقوقهم كاملة غير منقوصة مع التحفيز والإشادة ليعود تيار نهر الحياة للتأمين الصحي لأن كثيرين من المستفيدين كبار السن تنهدم كل يوم لبنة من جدار مناعتهم بعدم مقدرتهم على صرف علاجات الأمراض المزمنة فكلما كان الإجراء سريعا كلما كان الخير أوسع.

لابد من قرار ولائي ممهور بصدر تحت توقيعي بالأمانة العامة ولاية نهر النيل.

اللهم سهل علاج هذه المصيبة ويسر لحلها الصالحين من عبادك أين ماكانوا آمين.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق