مقالات

من جدة إلى القاهرة

مساءات

عادل حسن:

عدت وانا حليق الافكار رغم اهمال شعر الرأس، عدت مع ربيع تورد مشاعر السفر مجددا واشتعال ازاهر الشوق رغم اوار الحنين لم تخمد فينا بعد وتتخاطفنا المطارات بقسوة الوحشة
وهنا مع انزلاق ابواب الشقق اهل السودان يتكدسون في تطابق باكي تدمع له دنيا التشرد.
وقبل ايام اسرة سودانية تغادر من منفي إلى منفى أي من جدة إلى القاهرة وقلق البحث عن مستقر مثل الحديقة الخلفية مستقر للأوبة اليه من المقر الحقيقي في السعودية مستقر يعزز فرضية العيش بعيدا عن الوطن والديار ورمزية:
حتى الشجر كنكش يبس
قمريهو خلى عشيشو طار
نعم على التوكل واليقين تدبرت هذه الاسرة السودانية حال عسس السفر ومشقة مغالبة روح الترحال المزدوج من دولة الي دولة مع معصية ادمان الشوق الثمل.
وفي صباح حائر مابين الضحي والظهيرة هبطوا القاهرة كسرب صغير أضاف لمواكب الهجرة نجعة واحتشاد.
هذه الأسرة على قناعة جاسرة بأن لا بديل للوطن ولكن تغييب الوطن الذي يستعر بالنار والخيانة ووجدوا في القاهرة الناس بالكوم والقنطار والطن والقليل جدا من العيار.
فقرروا خيار كبسولة السكن فقط والتحديق لتدفق الناس من الشرفة وسحب الستارة التي تفصل ما بين المعرفة والمجهول
ويا الحسين وبخيتة والله مشتاقين
هذه الأسرة واحدة من آلاف  الأسر ادمنت الحياة من منفى إلى منفى
بأعين منتفخة مثل جثة أم درمان القتيلة الجميلة مثل الساندريلا سعاد حسني
وأهل أم درمان يتقاسمون مخافر التشرد والنحيب كحال أهل الاندلس منحورة القرون.

والسؤال القارص إلى أي الأوطان يستقر أهل السودان بلا ديباجة نزوح ولماذا يتخير اهل بلادي الأوطان العربية هل لارتباط الاغتراب القديم أم قرب المسافة أم تشابه العادات أم قنطرة عبورة تتدفق بهم إلى بلدان تموت من البرد حيتانها.
على كل مبتغى هي شقاوة مليئة بالأشواك والأشواق، والقاهرة هذه الأيام محشوة بالسودانيين حتي البعض منهم يتجمد تحت صفر الأخلاق.
القاهرة فتحت لهم صدرها وغرف قلبها وفتحت لهم الليالي ولكنها قيدت التأشيرات وتنتظر فتح الحساب وباتوا هم مجرد سيولة اجتماعية تندلق على ليل الكافيهات ويمتصون بأعينهم القلقة مجالسا ويرسلونها بعيدا كأخبار تشبه الخيانة للسماحة.
الآن القاهرة وكر ومنتجع وملجأ وملهى ومستقر هذه متناقضات مثل أن تجد سبحة العبادة منسية على طاولة بار يشرب ليل الناس بالطمسة والميسر أو أن يطلب منك أن توصف حضورك لمراسم زواج والدك
ولكل صفة هنا تتناسب لاختيار شكل الحياة
الدنيا في القاهرة مثل خيام ألوان الولد في أم درمان فيها نكهة الناس بالجوزية والفاميليا وروح الانناس ولكن تجد ايضا كومة مخلفات منام المجنون ومجاهل القاهرة مات فيها الرسام السوداني العالمي بهنس تحت البرد والجوع وهو من أهل أم درمان واسمه محمد حسين بهنس.
عموما القاهرة انتفخت بطنها وحبلت بالسودانين، ولكن تبقى إمارة دبي عصية مثل فتاة عشرين داخل المسبح وشهية
وهناك لأحب الاحباب في دبي الف تحية.
شكرا للزميلة مها سلامات التي شغلت هذه المساحة قبل أيام بغزل نسيج الكتابات الحبب ومستلذات شهرذاد
وهل من عودة؟.
سلامات

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق