مقالات

وعن سبدرات أحكي ليكم

مساءات

عادل حسن:

في ضجيج السبعينيات كان السودان بلدا يتدفق ملاحة ويتكاثف ابداعا ويلتمع مجتمعا وناسكانت الدنيا مشتهاة وضحوكة بجمالياتها في كل تفاصيل الحياة الاجتماعية الثقافية الابداعية السياسية حتي صوت الباعة في الاسواق له موسيقى.

إن سودان السبعينيات طاعم التعاطي ومزهر بالمميزات والتقليعات والموضة لان خلاصة الحياة كلها كانت في السودان والناس قيافة ومتعافية ولسان الطرفة وظرفاء المدينة والشارلستون والخنفس وليالي قهوة جورج مشرق والزيبق ولطائف ابوداؤد وكان وردي وصوته الملائكي السعيد وسينما خواجة وجامعة الخرطوم وكمال عبد الوهاب وعزالدين الدحيش.

في هذا الزحام الخلاق بانت خفاقة مثل راية الصالحين شخصية شاب يزهو بعمره فوق الثلاثين نضارة ووسامة ويقبض بيده علي شهادة القانون جامعة الخرطوم اسمه عبد الباسط صالح سبدرات ثم شاعرا ومثقفا تتخاطفة المنابر وتراوده الليالي العامرة بالعقول والحضور.

كان سبدرات في سبعينات السودان الجميل قمرا بلا نجوم في كل شي ولم يحيده عن ذلك عنفوان منصور خالد وضجة عمر الحاج موسي دهشة الخطابة وبيان اللسان كان سبدرات مشعا وظاهرا مثل القمر الصيفي الفاحش البهاء وتحت ليل الاشعار والاغاني العرايس رقصت رجعنالك أحلى حلوات الاغاني ولسان عجن يهدل بصوت البلابل واشعار ارايل احتفظ بها سبدرات في حظيرة اسراره ثم اعتلى منصات المحاماة وخطف كاس الشطارة ولاحقته الوزارات مثل نساء يوسف، وظل على حال التميز منذ دراسته في مدني الأهلية.

إن عبد الباسط سبدرات طابق بين مولانا والشاعر والمثقف في جمع حلال احبه كل اهل السودان مثل جرتق فرحنا ونخيل القبيلة وسيرتنا وما زال سبدرات قمر يضوي القبيلة.
انقطع عني مدرار عطاء سبدرات ولكنه تجدونه مثل سحابات هارون الرشيد اينما هطلت ياتي خراجها ومع ذلك ازعم عن سبدرات احكي ليكم.
عبد الباسط ازيك

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق