مقالات

ديوان الزكاة بين سندان تقديم الدعم ومطرقة التدمير والهدم

صوت القلم

د.معاوية عبيد:

ديوان الزكاة تلك المؤسسة الرائدة التي ظلت تعمل بمنهجية عالية و دقيقة و أرقام مرصودة و برامج مشهودة و استراتيجية وخطط و ضوابط و قانون و لوائح و شرائع محدودة ولديها من الكفاءات عالية الجودة، ظل ديوان الزكاة دوما يتصدر المشهد في كل الأحداث والكواراث التي مرت بها البلاد ، و العاملين عليها هم حائط الصد ، الزكاة تلك المؤسسة العملاقة تعمل علي جباية اموال الاغنياء تطهيراً لهم من الشح و البخل وتعظيم شعائر الله في الأرض ، وأيضا يعمل الديوان علي توزيع هذه الأموال علي اصحابها الذين ذكرتهم الآية ، بكل خبرة ودراية ودون منّ أو اذي أو دعاية للاسر المتعففة و الأرامل وكل محتاج للعناية ، هذه الأدوار المتعاظمة للديوان جعلته متصدراً المشهد بعظمة رجاله ( العاملين عليها ) الذين يتدافعون لنجدة الملهوف وتجدهم دوما في ذلك متقدمين الصفوف ، فكانت الاشادات بالكلمات و الحروف تتري من كل مسئول و كل صاحب رأي وأصحاب الحاجات الاعمي ( و اللي بيشوف ) ، تصدر الديوان المسجد في أحداث السيول و الفيضانات فقدم الدعم والاعانات بكل قوة وثابت ، تصدر المشهد عندما حرر الجيش الفشقة من الطغاة البغاة ، فكان العاملين عليها في الصفوف الامامية يقدمون الزاد وكامل الوجبات ، تصدر المشهد عندما عظمت الابتلاءات و إصابت العالم كورونا فقدم الديوان الغذاء وحتي الكمامات ، تصدر المشهد عندما باع الخونة البلاد لعربان الشتات ،فقدم الاطعام و العلاج في دور الإيواء عندما غضت الطرف عنه المنظمات ، هكذا يتصدر الديوان ويتقدم عامليه الصفوف بثقة وثبات يحملون الزاد والكساء والعلاج وإن دعا الداعي تجدهم فرسان حوبات .
أيضا من الجانب الآخر نجد أن ديوان الزكاة يتصدر المشهد عندما تحل بالبلاد اي كوارث أو حروبات فعندما اندلعت الثورة المشؤمة كانت أمانة ديوان الزكاة ولاية النيل الأبيض أولي القبلات التي اتجه إليها فاقدي الضمير و أحرقوا اموال ومشروعات قدرت باكثر من ( ٢٠ ) مليار كانت ستملك لفقراء ومساكين الولاية في اليوم الثاني ، في أحداث مدينة الجنينة كانت أولي المؤسسات التي تم الهجوم عليها مؤسسة الزكاة رغم أنها كانت تمنحهم الأمان و تطعم الجعان ، و في أحداث مدينة ام روابة التي كان يقابل العاملون بالديوان الأسر بكل رحابة ، لكن عندما كان صبية الثورة المشؤمة يتصدرون المشهد ، رفعوا ( الترابة) و اطفأوا نار تلك التقابة، وعندما اندلعت الحرابة في عاصمة البلاد وفر أهلها و اصحابة ، كانت وجهة الغزاة و اللصوص و الخونة الي بيت مال المسلمين و مأوى الايتام و الغلابة والذي يوجع القلب أن الدمار كان من نفوس ضعيفة دخلت هذه الدار و صلت في محرابها ، ومما قادني لكتابة هذه الأسطر ما قرأته من خبر تصدر قائمة الاخبار في وسائط الإعلام ، وجاء فيه ( هجوم غادر من المليشيا على الاضية بغرب كردفان ونهب المتاجر وديوان الزكاة ) ، حيث يقول متن الخبر : ( غدرت مليشيا الدعم السريع بمحلية الاضية للمرة الثانية ، وقامت المليشيا بدخول السوق وديوان الزكاة وعاثت نهب وسلب وبحثت عن الوقود علما بأن السبت هو اليوم الاساسي لسوق المحلية ) ما استوقفني هو أن القائمين علي امر الدولة وغيرهم ونحن في ديوان الزكاة دوما نشيد بالديوان في تصدره مشهد إعانة الفقراء و المحتاجين و في نفس اللحظة نجده اي الديوان يتصدر المشهد في اي هجوم غادر علي اي رقعة من بلادنا ، ما هو السبب ؟ لماذا الديوان دوما يمد اليد الحنونة العطوفة ولكن هنالك من يعض هذه اليد ، التي منحته الزاد ووقفت الي جانبه عند الحاجة ،إلي متي يظل الديوان بين سندان تقديم الدعم و مطرقة التدمير و الهدم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق