مقالات

سرقة الأفكار والنصوص

حد السيف

محمد الصادق:

يوم الجمعة أمس الأول كنت قد وعدت القراء خلال هذه المساحة وقلت غدا بمشيئة الله أحدثكم عن سعادة الفريق حسب الكريم آدم مدير عام الجمارك السودانية والتزاما بالوعد حرصت و كتبت امس عن الفريق حسب الكريم وعادة ما أكتب المقال فى المساء قبل يوم من النشر بمعنى اننى كتبت المقال مساء الجمعه لينشر صباح السبت وهذا ما حدث بالفعل وأرسلت المقال للمواقع للنشر . ولكن احد المواقع المعروفة والمشهورة قام بنشر المقال فى الثامنة مساء الجمعه وهو المفروض ينزل صباح أمس السبت . وفوجئت أمس بمقال لإحدى الصحفيات تكتب عن نفس الموضوع الذى اعلنت عنه يوم الجمعة . وهو امر قد يكون طبيعيا وجاء عبر صدفة ومتطابق مع حديثى وفكرتى . ولكن غير الطبيعى هو أن تقوم الكاتبة بإغتباس ما سطرته بالنص والفكرة مع تغير فى بعض الكلمات وإدخال إسم مدير سابق للجمارك كان من أعز الاصدقاء . وقطعا ما حدث من الكاتبة أمر غير مقبول . وحفاظا وإحتراما لميثاق الشرف الصحفى لن أذكر إسمها او إسم عمودها .

عليه أرى أن ما حدث هو سرقة لفكرة ونصوص بدون مراعاة لضمير أو مجهود فكرى . والسرقة لا تقتصر على الأشياء المادية فقط لكنها تشمل الأفكار والكتابات والأشياء المعنوية والأدبية . واسوأ أنواع السرقات هى جهد وفكر الآخرين .

لذا اعتقد أن ما حدث من الكاتبة المعنية عن مدير عام الجمارك هو إستهانة بالتفكير والإبداع والعطاء الأدبى وسلوك غير أخلاقى ومرفوض جملة وتفصيلا ولا أود ان أصفه بالوقاحة والخواء الفكرى .

لا يوجد شئ مثير للغضب أكثر من سرقة الفكرة والنصوص التى ينسبها السارق لنفسه ليعبر بها إلى مصالحه الشخصية والذاتية الضيقة . وهنا يكمن الفرق بين الذى يكتب لأجل الوطن والمصلحة العامة والذى يبحث عن ذاته . واللذين يسرقون الأفكار يعتقدون انها أسهل طريق للنجاح فى حين أنه قمة الفشل . والعزاء الوحيد هو أن القارئ السودانى فطن وحصيف ولماح ويتمتع بذكاء خارق وتحتفظ ذاكرته بالمفردات والمعانى .

وأخيرا أقول سرقة الأفكار والنصوص مهارة ولكن المهارة فى فن السرقة أن تجعلها خاصة بك .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق