مقالات

بابنوسة.. عندما يتسلح الجنود بعقيدة الصمود.

حـدود المنطق

إسماعيل جبريل تيسو:

وتأبى الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة إلا أن تضيف لؤلؤةً جديدة إلى عِقد الجواهر التي تُرصِّع صدر القوات المسلحة السودانية، في معركة الكرامة الوطنية، التي تقودها منذ عام تقريباً ضد تمرد ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، هذه الحرب التي أظهرت المعدن الحقيقي للجندي السوداني، وعقيدته القتالية المتميزة والمتسمة بالقوة والأصالة، والشجاعة والرجالة، والصمود والبسالة، حيث استطاعت عزيمة وإرادة وشكيمة الجندي السوداني أن تقلب الطاولة في وجه المخطط الدولي، والتآمر الإقليمي الساعي إلى فرض هيمنته على السودان، والنيل من خيراته وموارده وثرواته، بتمزيق وحدته الوطنية، وتفتيت قدراته العسكرية.

صمد بواسل الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة لثمانية أشهر حسوما في وجه الحصار العنيف المضروب من قبل ميليشيا الدعم السريع، والمصحوب بموجات متكررة من الهجمات، وقصفٍ بالصواريخ والراجمات والمدفعية والدانات، فتعامل أبطال الفرقة ٢٢ مشاة مع مهرجان التدوين الهمجي للجنجويد، بصبرٍ شديد، وحكمة واعية واحترافية عالية، فنجحوا من خلال ما رسموه من خطط وتكتيكات عسكرية، واستراتيجيات قتالية، في امتصاص الهجمات، والانقضاض على الميليشيا بقوة وثبات، فكبَّدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والأنفس والعتاد، وغنموا منهم الكثير من المعدات والآليات، التي أصبحت بمثابة الزاد والتشوين، لحماية العرين، وقتال عصبة الميليشيا الملاعين.

ولعل ما يزيد قصة صمود وبسالة الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة إثارةً، أن مِنْ منسوبي هذه الفرقة، مَنْ ينتمون إلى مجتمع منطقة غرب كردفان التي ينشط الكثير من أبنائها في صفوف ميليشيا الدعم السريع المتمردة، ومع ذلك لم تُثنِ تعقيدات هذه المعادلة الاجتماعية، هؤلاء الأشاوس من الانصياع لصوت الحق، والاضطلاع بضمير الواجب، تحلياً بالمسؤولية الوطنية، وتمسكاً بالعقيدة العسكرية، فاختاروا أن يواجهوا أهلهم وذويهم، ويقاتلوا مَنْ انضموا منهم إلى صفوف الميليشيا المتمردة، ” وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةً ويكون الدين كله لله، فإن انتهوا، فإن الله بما يعملون بصير”.

فلنرفع القبعات للمواقف الوطنية، والأدوار البطولية التي ضربها ومازال يضربها أشاوس الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة، ولنحيّ الذين تحلَّوا بالوعي والحكمة من قيادات ورموز وأعيان مجتمع غرب كردفان، وهم يناشدون أبناءهم، ويدعونهم إلى غسل أياديهم من خيانة وغدر ميليشيا الدعم السريع، والاحتكام لصوت العقل، ولعلها سانحة لنهمس من خلالها في أذن القيادة العليا للقوات المسلحة السودانية بضرورة الالتفات إلى أبطال وأشاوس الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة، ومحاولة كسر طوق الحصار المفروض عليهم، بتوجيه متحركات من مقاتلي حركات دارفور المسلحة التي انحازت للجيش، حيث تمتلك هذه الحركات المسلحة خاصية ميليشيا الدعم السريع في خفة التنقل والقتال بسيارات التاتشر المحملة بالمدافع الخفيفة والثقيلة، وأبو القدح بعرفي بكان بعضِّي أخيّو.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق