مقالات
أوقفوا الحرب أولا ولا تنميه وتطوير مع حرب ضروس
علي أحمد عباس:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله…
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
نحمد الله اننا لا نلبس،الحق بالباطل ولا نكتم الحق بتاتا.
نفتخر دوما انه كان لنا عظيم الشرف اننا من خلال عملنا بوزارة الصناعة لاكثر من ربع قرن كان لنا سهم كبر ام صغر في الطفرة التي حدثت في تنمية القطاع الصناعي وتطويره وقيام وانشاء عدد من المنشآت الصناعيه بافرعها المختلفة في ولايات الثقل الصناعي.
ونحمد الله ونشكره فقد ظل عطاؤنا مستمرا ومنداحا من خلال عملنا في القطاع الصناعي الخاص عندما تم ابعادنا وزملاء آخرين من العمل بوزارة الصناعة ضمن آلاف الذين فصلوا تعسفيا عام 1994 وبرغم ذلك الظلم ظل ارتباطنا الوجداني بالقطاع الصناعي وثيقا ولم ينقطع وقد لبينا كل تكليف طلب منا مشاركتنا في اي شان صناعي سواء تعلق برسم السياسات والاستراتيجيات الصناعية او وضع الخطط والبرامج الصناعية أو تعديل القوانين واللوائح الصناعية علي المستوي الاتحادي او الولائي فلم نتاخر ابدا عن تلبية النداء.
اليوم وكما اعلن في الوسائط الاعلامية وما ورد من انباء ان وزارة الصناعة الاتحادية قد عقدت بمدينة بورتسودان مؤتمرا تحت شعار اعمار وتنمية وتطوير الصناعة وهو في رائي حدث قد جانبه التوفيق في زمانه ومكانه لان انعقاد هذه الفعالية الهامة في ظل حرب ضروس ودمار شامل وامن غائب يصبح كالحرث في البحر وفيه استخفاف بالعقول واستهزاء بالوطن الذي اضحي قاب قوسين او ادني من التشظي والزوال بل فيه تقليل بالشان الصناعي تاريخا ومستقبلا ويصبح مجرد Show عبثي كما الحرب الجارية الآن مع تاكيد احترامنا للقائمين بأمره.
وفق المعطيات الماثلة الان في كل شبر من ارض السودان حيث لا امن ولا امان يصبح الحديث عن اعادة اعمار وتنمية وتطوير القطاع الصناعي ضرب من الخيال وهذيان وافك والسلطة التي تتبني هذا المؤتمر وترعاه تشارك وباصرار شديد في حرب كرامة كما سمتها شعارها “البل & الجغم” وتصر علي الاستمرار فيها وترفض كل دعوة للتفاوض (علنا)برغم ما احدثته من دمار شامل ولا زالت تدمر في مواقع كثيرة من ارض السودان خاصة مراكز الثقل الصناعي حرب لم يسلم منها البشر والشجر والحجر وبرغم ذلك يتحدثون عن تنميةواعمار وتطوير والبلاد من اقصاها الي ادناها ينعدم فيها الامن والامان حيث بات انسان السودان لا يامن علي نفسه او ماله ولا حتي علي عرضه علي الرغم من ان كل الولايات اعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال وكلها شواهد تنهض دليلا بان اهم متطلبات اعادة الاعمار والتطوير غائبة تماما فالحرب والتمنية ضدان لا يلتقيان ابدا.ونعجب عن الحديث عن تنمية وتطوير وكل الدولة قد اختذلت في بورتسودان فضاعت هيبة الدولة.
وكيف نتحدث عن اعادة اعمار وتنمية وتطوير ونعلم ان كلفة ما دمرته الحرب في القطاع الصناعي تتجاوز مئات المليارات من الدولارات فمن اين سيتم توفير هذه المبالغ الضخمة والكل يعلم ان السودان بات معزولا عن معظم دول العالم الفاعلة ومنظماته الدولية والاقليمية المتخصصة ولا صلة له بمؤسسات التمويل العالمية والاقليمية.
لكل ذلك ستصبح مخرجات وتوصيات ذلك المؤتمر مجرد امنيات عصية علي التنفيذ في ظل الاصرار علي استمرار الحرب.
ونتساءل كيف تحدث تنمية والانسان الذي هو اداتها وهدفها لم يعد له وجود في السودان بعد ان فر ملايين من اهل السودان خارج الديار هروبا من الحرب وويلاتها ونزوحا متصلا نحو كل حدب وصوب بعد ان فقدوا كل شئ وفقدوا ابسط مقومات الحياةالامن والامان ولا زالت الحرب مستمرة وبصورة اعنف وباصرار شديد.
إذا كيف تكون التنمية والتطوير ولمن؟ ونتساءل اخيرا هل في استطاعة المؤتمر ان يصدر توصية او مناشدة لوقف الحرب؟ وهل ستجد اذنا صاغية واستجابة فورية؟؟دون ذلك يصبح المؤتمر مجرد علاقات عامة ومجرد اداء واجب.