مقالات
د.حمدوك من حديث المؤمن مصاب إلى واقع السياسي/المدني السوداني مصاب
برير إسماعيل:
*هل حقيقة أن المؤمن مصاب و لذلك لا يستطيع إدارة الشئون السياسية بالطريقة التي تُلبي طموحات و آمال غالبية المواطنين في بلده بينما (الكافر) غير مصاب لذلك أجاد إدارة الشئون السياسية في بلده بالطريقة التي لبت طموحات و آمال غالبية مواطنيه* ؟!
*من علامات الفشل الكبرى لغالبية النخب السياسية و المدنيَّة و العسكرية السودانية هي إعادة تغسيل المغسَّل و إن لفظته الحركة الجماهيرية السودانيةو إن أصبح هذا المغسًّل عبارة بروة سياسية لا جدوى من إستخدامها في أي عمل و قد حدثت عملية غسيل المغسَّل سياسياً هذه مع السفاحين البرهان و حميدتي و مع د. حمدوك على سبيل المثال لا الحصر* .
*يبدو أن د. حمدوك أصبح مصاباً بحمى التوقيعات على أي ورقة مكتوب عليها أي كلام من باب عسى و لعلَّ أن تساعده هذه التوقيعات على الغسيل السياسي لكل أو بعض الجرائم السياسية الكبرى التي إرتكبها في حق ملايين المواطنين إبان تواجده الصوُّري في رئاسة وزراء حكومات الثورة السودانية الكثيرة و المسيخة تلك الحكومات التي مثًّلت بالثورة و عملت على تهيئة الملعب للحرب الجنجاكيزانية الحالية إنطلاقاً من الوثيقة الدستورية الكارثية التي أضفت الشرعية الثورية على مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع و لذلك لم تكن تلك الحكومات في مستوى تطلعات و طموحات و آمال الحركة الجماهيرية السودانية التي ثارت و لازالت ثائرة ضد الكيزان و ضد مليشياتهم الجنجويدية الإجرامية المتحاربة منذ 15 أبريل 2023م خصماً على أهداف الثورة السودانية المجيدة*.
*معلوم بأنَّ مكوِّنات القوى السياسية و المدنيَّة التي ظلت تجيد العمل السياسي الدكاكيني من وراء الكواليس و هي ذات القوى السياسية و المدنيَّة التي تصدرت المشهد السياسي بعد 11 أبريل 2019م بقدرة قادر لتأتي بدكتور حمدوك من مكان مجهول بالنسبة لغالبية مكوِّنات الحركة الجماهيرية بعد النجاح الجزئي للثورة ليكون رئيساً لمجلس وزرائها الصُّوري و حينها قدَّمته لأهل السودان أجمعين على أساس أنه المسيح السوداني المنتظر الذي سيملأ أرض السودان عدلاً بعد أن ملأها الكيزان و جنجويدهم بقيادة عيال دقلو ظلماً وهي ذات القوى التي درجت تعمل على غسيل د. حمدوك سياسياً لإعادة تسويقه محلياً و دولياً منذ إندلاع الحرب الجنجاكيزانية ذات البعدين الإقليمي والدولي للإنفراد بالسلطة و هذه الخطوة التي تستهدف غسيل د. حمدوك سياسياً تؤكد بأنَّ الدرب قد راح لهذه القوى السياسية و المدنيَّة في الماء بسبب ما كسبت أياديها و إلا لما لجأت تجريب المجرب*.
*على ذكر إصابة المؤمن د. حمدوك بحمى التوقيعات التي كان هدفها الإستراتيجي الغسيل السياسي للعودة للمشهد فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لجأت كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال التي يترأسها القائد الحلو و حركة تحرير السودان التي يترأسها القائد عبد عبدالواحد على الدخول في غرفة الغسيل السياسي المعدة خصيصاً لغسيل دكتور حمدوك بعد أن لفظته غالبية مكوِّنات الحركة الجماهيرية السودانية الثائرة بسبب خذلانه الكبير لها قبل إندلاع الحرب الجنجاكيزانية و بعد إندلاعها؟ و ما هي الجدوى السياسية من إعادة تسويق هاتين الحركتين الثوريتين لدكتور حمدوك الذي كرَّمه زعيم الجنجويد حميدتي و رضي عنه السفاح البرهان الذي قال أنا رب الفور؟ و لماذا كان الكيزان فاجرين في خصوماتهم السياسية ضد الكثير من وزراء حكومات الثورة أمثال البروف محمد الأمين التوم و د. عمر القراي و د. أكرم علي التوم و د. البدوي على سبيل المثال لا الحصر و لكنهم لم يكونوا كذلك مع رئيس الوزراء د. حمدوك ؟ و لماذا تخلص د. حمدوك من كل الوزراء الذين لم يرضَ عنهم الكيزان و جنجويدهم؟*
*من أمارات و علامات الإحتيال السياسي لدكتور حمدوك المصاب بحمى التوقيعات على أي ورقة و مع أي جهة مهما كانت درجة ثوريتها أو إجرامها فهو تارة يُوقِّع بإسم رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنيَّة- تقدُّم كما فعل ذلك مع الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال التي يترأسها القائد الحلو و تارة أخرى يُوقِّع بإسم رئيس الوزراء السابق كما فعل ذلك مع حركة تحرير السودان بقيادة القائد عبد الواحد و تارة أخرى يُوقَّع بإسمه مع الجنرالين المجرمين البرهان وحميدتي عقب وقوع إنقلابهما الأرعن المشاتر الذي لم يكن هناك أي مبرر له لأنهما كانا يسيطران على مقاليد السلطة بصورة مطلقة و تارة أخرى يُوقِّع مع زعيم مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع بإسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنيَّة- تقدُّم و قد أقدم على هذه الخطوة التي كان هدفها غسيل مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع من جرائمها التي إرتكبتها قبل و بعد حرب 15 أبريل 2023م من قبل أن تعقد (تقدُّم ) مؤتمرها التأسيسي لتنتخبه رئيساً لها و هذا يعني بأنه كان قد وقَّع مع الجنجويدي حميدتي في أديس أبابا بلا وضوء كدليل بائن بيونة كبرى على إحتيال المؤمن المصاب د. حمدوك و عندما وقَّع بإسم رئيس الوزراء السابق مع حركة تحرير السودان بقيادة القائد عبد الواحد يعلم تماماً بأن هذا المصطلح السياسي مضلل و ناقص لأنه ببساطة شديدة لم يكن رئيساً منتخباً للوزراء قد إنتهت ولايته بسبب خسرانه للإنتخابات أو أي شيء من هذا القبيل حتى يقول رئيس الوزراء السابق سليقة بل كان لِزاماً عليه أن يكتب رئيس وزراء الفترة الإنتقالية التي لم تكمل دورتها أو رئيس الوزراء صاحب السوابق السياسية المدمرة و قد يتساءل البعض لماذا وقَّع هذا المؤمن المصاب بحمى التوقيعات د. حمدوك مع الحركتين الثوريتين بصفتين إعتباريتين مختلفتين تماماً مرة بإسم رئيس وزراء سابق و مرة بإسم رئيس تقدُّم!؟ كل ذلك من الأدلة التي تؤكد درجات الإحتيال السياسي العالية عند هذا المؤمن المصاب الذي يظهر بمظهر الشخص المسكين الذي يمشي على الحيطة خائفاً و مسالماً لتأكل الغنماية عشاه و عِدة الشغل السياسية التي ظلّ يخدع بها هذا المؤمن المصاب الحركة الجماهيرية ليقول الكثير من الناس أن د. حمدوك زول مهذب و د. حمدوك زول طيب!؟ و السؤال المركزي الذي يطرح نفسه هو: هل يحتاج الكيزان و جنجويدهم لشخص مهذب و طيب ليسترد منهم المسروقات و حقوق المواطنين و يقيم عليهم القصاص؟*
*عموماً يبدو بأن المؤمن المصاب دكتور حمدوك لو وجد كشفاً لعرس ما أو لسِماية سودانية ما أو مكان عزاء لوقع عليه بأية صفة من صفاته الإعتبارية السياسية الإحتيالية و لوقف أمام الكاميرات لإلتقاط الصور التذكارية التي تشيد بهذا التوقيعات*.
*من حق الأجسام السياسية و المدنيَّة و من حق حركات الكفاح المسلح الثورية أن توقع مَنْ تشاء وقت ما تشاء و لكن في نفس الوقت من حق جميع المواطنين و جميع مكوِّنات القوى السياسية و المدنيَّة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير أن تتساءل عن الجدوى السياسية من كل توقيع على حدة إن كان بين طرفين أو أكثر لأن التجربة السياسية السودانية أثبتت بأن غالبية التوقيعات راحت شماراً في مرقة*.
*خلاصة القول هو أن الطريقة البهلوانية في التوقيعات تؤكد بأن د.حمدوك يبحث عن الغسيل السياسي للجرائم السياسية التي إرتكبها في حق غالبية المواطنين المدنيين عندما كان رئيساً صورياً لوزراء حكومات الثورة السودانية الكثيرة و المسيخة و لن يفلح في ذلك لو تعلَّق بتمثال الحرية أو إنضم لأي من الحركتين الثوريتين اللتين وقَّع مع قياداتهما بصفتين إعتباريتين مختلفتين كدليل على الفهلوة والإحتيال السياسين.
الثورة السودانية المجيدة مستمرة و النصر أكيد.
19 مايو 2024م