محمد الصادق:
منذ إنطلاق الشرارة الأولى للحرب وحتى الآن،لم يظهر وزير الثقافة والإعلام جراهام عبدالقادر إلا فى أوقات محددة وظهور خجول، والمعروف أن وزراء الإعلام فى حالة الحروب تحديدا بجانب الناطق الرسمى للجيش المفروض أن يكون أكثر ظهورا وحضورا فى مختلف الأجهزة الإعلامية.
وإن وجد العذر للناطق بإسم الجيش بحكم انه صاحب ظهور تكتيكى وفني، فما هو سبب غياب وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمى بإسم الحكومة؟.
والغريب أن وزير الإعلام كما أفادت مصادرنا هو الوحيد الذى يرأس إجتماعات مجلس الوزراء فى حالة غياب الرئيس . وللأسف رغم ترؤسه للإجتماع لا نسمع منه تصريحات للإعلام حول ما دار داخل مجلس الوزراء . والأمر نفسه ينطبق على مواقفه من تبصير الشعب السودانى عما يدور فى محاور القتال او حتى تطمين المواطنين بسير المعارك القتالية .
وزير الإعلام لا ندرى أين هو وماذا يفعل . ويكفى أنه عندما تم تحرير الإذاعة والتلفزيون كان وصوله متأخرا رغم أن الحدث كان يتطلب وجوده مباشرة بعد التحرير بساعات ويكون أول المبشرين والمتحدثين للرأى العام . وأرجو الا يعتقد البعض أننى أخلط ( الكيمان ) فأنا على علم بالدور الذى يقوم به الناطق الرسمى للجيش والوزير جراهام كناطق بإسم الحكومة . وحتى زيارة الفريق البرهان لمقر التلفزيون فى بورتسودان لم يكن الوزير موجودا وهو المفروض أن يكون على رأس مستقبلى رئيس المجلس السيادى القائد العام للقوات المسلحة .
0 الوزير جراهام الذى وقع على بيان إغلاق مكتب قناتى الحدث والعربية أشار فى بيانه إلى ان الإغلاق تم لعدم تجديد ترخيص العمل فى حين أن راعى الضأن فى الخلا يعلم تمام العلم ماذا تفعل تلك القنوات وكيف تؤثر على مسار الحرب فى السودان . وللأسف الشديد قبل أن يجف مداد القلم الذى وقع به على قرار الإيقاف عاد ووقع على عودة القناتين للعمل واكيد السبب أنهما قاما بتجديد التصديق !!!
وبالأمس القريب فى حديث السفير عمار محمود فى مجلس الامن الدولى الذى جدد فيه إتهام الإمارات وتشاد فى إشعال الحرب فى السودان ودعمهما للمليشيا تعمدت قنوات الحدث والجزيرة والعربية حذف حديثه من كلمته التى شرح فيها دور الإمارات وتشاد. وقال ان دعمهما للمليشيا يجعلهما الراعى الرسمى والإقليمى للجرائم التى تستهدف السودان وأهله المدنيين . وأكد امام مجلس الامن أن ما يحدث يشكل إحتقارا فاضحا لمجلسكم الموقر . هذا وخلافه من الحديث حذفته تلك القنوات التى تدعى الحياد والمهنية .
وللأسف الوزير جراهام كأن الامر لا يعنيه ولم يفتح الله علية بكلمة تجاه كل الذى يحدث . !!
0 حقيقة إننا نحتاج لوزير ( صحاف ) آخر يملأ الدنيا ويشغل الناس ويكون حاضرا فى كل زمان ومكان . فنحن فى حالة حرب ضد اكثر من إحدى عشرة دولة ومليشيا ومرتزقة ومأجورين وحرب إعلامية أكثر قذارة تصرف عليها ملايين الدولارات وهو ما يتطلب وجود وزير أكثر حركة وتواجدا فى مواقع الأحداث وتصريحات قوية تلهب حماس القابضين على الزناد الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
نسأل الله لقواتنا المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية النصر المؤزر بمشيئة الله . أما أنت سيدى الوزير لابد أن تثبت وجودك وتحدد أين وماذا تفعل . أو تفسح المجال لمن هو أجدر وأقدر ليكون قائدا لسفينة الثقافة والإعلام التى هذا زمانها ومكانها.
وهناك الكثير من الربان أصحاب الخبرات والبرامج والعمل .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .
