محمد الصادق:
في أكثر من عشرة مقالات ظللت أكتب أن أمريكا دائما ما تقف إلى جانب الأقوياء وليس الضعفاء وقلت أن موقف السودان بقيادة الفريق أول ركن البرهان رئيس المجلس السيادى القائد العام للقوات المسلحة موقف قوى وصحيح وهو عدم الإستجابة الفورية لما تطالب به أمريكا من قرارات تجبر السودان للخنوع لها . بل وظللت فى الكثير جدا من المقالات أطالب بالتقارب مع روسيا والصين وإيران وتركيا وخلافها من الدول ذات الوزن والثقل الذى يجعل أمريكا تتنازل فى مطالبها وتغير من نبرتها الحادة تجاه السودان .
صدق ما ذهبنا إليه، فوزير الخارجية الأمريكى بليكن قال إنهم يعترفون بأن الفريق البرهان هو الرئيس الحقيقى للسودان وسيتم التعامل معه ومخاطبته بهذه الصفة .
قبل تصريحات بلينكن كان المبعوث الأمريكى للسودان توم بيرييلو صرح قائلا أن الجيش السودانى مؤسسة لها تاريخ فى السودان والخارج وأن الدعم السريع لا مستقبل له فى السودان مشيرا إلى أن الدعم السريع تاريخه مرتبط بالإبادة الجماعية والتطهير العرقى فى دارفور . بينما هنالك تسريبات وتقارير صحفية تشير إلى أن مباحثات جنيف المزمع عقدها بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع ستبنى على أسس إتفاقية جدة بكل ما جاء فيها وتم الإتفاق حوله .
لقد نجح الفريق البرهان فى كابينة القيادة التى بإذن الله ستخرج بالسودان إلى بر الأمان خاصة بعد الخنوع والخضوع الأمريكى لشروط الحكومة السودانية وبإذن الله سيتحقق الإنتصار ويعود السودان أعتى وأقوى . وفى حضرة جلاله يطيب الجلوس .
تظلم الوزير وظلمه
علمت من بعض المصادر الشرطية أن وزير الداخلية اللواء ( م ) خليل باشا سايرين كان قد تعرض إلى ظلم خلال عمله فى الجمارك وأحيل للتقاعد ظلما ولو كنا وقتها نعلم ذلك لوقفنا معه مدافعين ومساندين لرفع الظلم عنه لأن الظلم ظلمات ولكن للأسف الشديد الوزير خليل الذى تعرض للظلم وتقدم بالشكاوى هو نفسه بعد تعيينه وزيرا ظلم الفريق حسب الكريم آدم مدير عام قوات الجمارك والزمه بالبقاء فى داره بسبب أنه مريض رغم أن هذا قرار الطبيب المعالج أو ( الكونسولت الطبى ) وليس قرار الوزير الذى بدلا من تكريم الفريق حسب الكريم الذى تبقى له أشهر معدودة كن للأسف تكون مكافأته البقاء فى منزله إجباريا رغم أن الرجل بفضل من الله ودعوات المخلصين عاد معافى ومن الممكن أن يواصل عمله بكل الوطنية والهمة ويحقق المزيد من النجاحات التى ستبقى خالدة فى وجدان الناس شلالات وفاء ومنابع محبة ومناهل خير.
وبالرغم من المقالات الكثيرة التى تناولت الظلم الذى وقع على الفريق حسب الكريم ومطالبة المجلس السيادى برد الظلم عنه إلا أنه لم نسمع حتى الآن من المجلس السيادى الموقر من ينصف الرجل.
ليس لأن الصحافة تناولت موضوعه ولكن إحقاقا للحق والتاريخ ووقف الظلم الذى تعرض له بدلا من تكريمه والإحتفاء به . ولأعضاء المجلس السيادى الذى نرى أنه يراجع ولا يتراجع أن يرد للرجل مظلمته ليواصل عمله لحين بلوغه المعاش حتى ولو تبقى له إسبوعا واحدا ويكرم تكريما يليق بما قدم من جهد وعمل . فأنتم مسؤولون أمام الله لكي تعدلوا بين الناس . ( ولا يجرمنكم شنئآن قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى ) .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .