مقالات

الكيزان الرابح الوحيد

الرشيد طه الأفندي:

أؤكد بشكل قاطع أن الكيزان هم الرابح الوحيد وغيرهم خاسر لا محال في هذه الحرب اللعينة. ولدي من الشواهد ما يؤكد ذلك وهناك عوامل كثيرة ساهمت في ذلك المكسب الذي جاءهم على طبق من ذهب بسبب غباء القوى السياسية وجهل العالم بطبيعة السودان والسودانيين،  وأولها
الدعم السريع والواقفين خلفه.

ولو كان الدعم السريع انضبط في بداياته لوجد الدعم والتأييد المطلق من جموع الشعب الكارهين للكيزان وكان يمكن أن يتسلم السلطة بكل سهولة ويسر،  لكنه ارتكب خطأ كبيرا وشنيعا بالفوضى والنهب والسلب مما جعل جميع الشعب يقف ضدهم وضد أفعالهم.

ويبدو أن حجم الموامرة آكبر من حجم الدعم السريع،  وأن الأمر ليس بيده وقد كان السبيل أمامه فاتحا وممهدا وكان بإمكانه استلام السلطة، ولكن كما قلت إن أفعالهم السيئة جعلت طريقهم إليها مغلقا وإلى الأبد.
اما الحرية والتغيير التي أتتها السلطة طائعة مختارة، بدلا من تأسيس دولة على أساس متين ونظم ولوائح وقوانين، انشغلت في خصومات وتصفية حسابات شخصية مع الإسلاميين شغلت نفسها والناس بأشياء ليس وقتها وأرى أنه ما كانت هناك ضرورة ملحة لذلك، ثم عملت على معاداة الإسلام والمؤسسات الإسلامية في بلد أهله يدينون بالإسلام لا يقبلون بأي شيء يمس دينهم ومعتقداتهم، وأضاعت الوقت في (فارغة ومقدودة) وحدث ما حدث.
ثم نأتي إلى الشعب المسكين المغلوب على أمره الذي ثار ثورة سلمية كبيرة وعظيمة لكن للأسف تم اختطافها من بعض القوى السياسية والمخابرات العالمية وتم توجيهها في الطريق الخاطئ وتحولت إلى مسخ ثم ضاع الأمس منا وانطوت في القلب حسرة وضاع كل شيء ودارت الحرب وهرب الجميع.
اما الكيزان استغلوا الفرصة التي اتتهم أو ربما (خططوا لها) وعمدوا إلى تشويش كل شيء وكل شخص وكل من يريدون بإعلامهم المتمرس المؤهل صاحب الخبرة والمقدرة والدراية، والذي جعل الشعب بكل بساطة يحن إلى عهدهم (عهد الأمن والأمان والاستقرار والتنمية).

استطاع هذا الإعلام المتمرس أن يضع كل الشعب في (التراك ) الذي يرغب ويريد،
الآن فعلا الشعب يحن إلى عهدهم ويتمنى رجوعه وأنا شخصيا أتمني ذلك رغم كل شيء (رغم الجرح والألم) وعلى يقين إنهم عائدون بالبندقية، بالانتخابات، أو حتى بالرجالة.
ويبقى السؤال: هل سيعودون بسيرتهم الأولى وتدور الساقية من جديد ويظل السودان يدور في نفس الحلقه الفارغة (حكم ثورة حرب) أم سيغيرون طريقتهم في إدارة الدولة بطريقة عادلة ورشيدة لينهض السودان ويتقدم؟  نتمنى ذلك.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق