صحة وبيئةمقالات

انتشار المخدرات.. من المسؤول

د. الفاتح يس:

لا أرى جريمة أشدَّ فتكاً للمجتمع من جريمة إستهداف الشباب، وبلاشك أن إستهداف الأطفال يُعد جريمة أكبر في حق الإنسانية؛ ومثلما يحدث الآن في ظاهرة تفشي المخدرات بأشكالها وألوانها المختلفة التي تناسب وتَرَّغب الأطفال لتعاطيها وهي في أشكال متعددة؛ بعضها تشبه الحلوى (الآيس والبنتاغون)؛ وللأسف الشديد بعضنا يرى هذه المخدرات في الحالات التي ظهرت ونُشرت في مواقع التواصل الإجتماعي ولا يحرك ساكن.

إنتشار المخدرات جريمة مجتمعية لابد من مجابهتها والتصدي لها بكل الطرق الرسمية الحكومية والمجتمعية والدينية والأسرية.

في البداية لابد لنا أن نعترف ونقّر بأن المخدرات هي سلعة تجارية وعبارة عن تجارة؛ يتكسب منها مستوردها وموزعها ومتعاطيها؛ ولهذا يجب على الشرطة أن تفتح عينها الساهرة وتراقب وتكافح هذه الظاهرة وتحسم كل التجار والموزعين لها وردعهم بالعقوبات الرادعة؛ ولأن الظاهرة صعب حصرها ومراقبتها بواسطة الشرطة لوحدها؛ لابد للشرطة أن تُفعِّل دور المواقع الأمنية في الأحياء السكنية (كبسولة)، وأن يكون لديها رقم تلفون وواتس آب ليقوم المواطن بالتبليغ الفوري؛ في حالة رأي اي شبهات.

شركات ومصانع الحلويات أيضاً ليست معفيه من مكافحة هذه الظاهرة بعد ظهور هذه المخدرات في شكل حلوى؛ ولابد لهذه المصانع والشركات أن توضح وتبين شكل وإستايل ونمط ونوع حلوياتها وعلامتها التجارية؛ حتى يتعرف عليها المواطن، ولابد لهذه المصانع والشركات أن تتبرأ علانيةً وفي كل الوسائل الإعلانية الرسمية والشعبية من الأشكال التي ظهرت بها هذه المخدرات، وأن تقف جنباً الي جنب مع الشرطة لمكافحة هذه الجريمة؛ وممكن أن يتم وقف إستيراد الحلويات من الخارج في هذه الفترة؛ حتى يتم القضاء على هذه الجريمة.

أئمة المساجد عبر المنابر وحلقات العلم والدروس أيضاً لابد أن يكون لهم دور كبير في تنبيه وتوعية المصلين وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

وزارة التربية والتعليم عليها دور كبير في توعية وحماية التلاميذ والتلميذات داخل المدرسة ومن لحظة ذهاب التلاميذ من منازلهم الي المدرسة، والعودة من المدرسة إلى المنازل، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يقع الدور فيها على عمادة شؤون الطلاب بالتعاون مع الحرس الجامعي في محاربة ومكافحة المخدرات.

الأسرة الكريمة ورب الأسرة والأم لهم الدور الأكبر في مكافحة هذه الجريمة المجتمعية بتوعية الأبناء والبنات وتحصينهم (بالدعاء والمعوذتين والإخلاص وآية الكرسي) وتعليمهم وتلقينهم أذكار الصباح والمساء وأذكار الدخول والخروج من المسجد والمنزل والحمامات، وإصطحابهم الي المساجد ومراقبتهم في أداء الصلوات (علموهم من سبع سنوات وأضربوهم من عشر سنوات وفرقوا بينهم في المضاجع).

جريمة المخدرات هي جريمة تجارية وأخلاقية؛ يتكسب منها تجار كبار؛ ولهذا لابد من مراقبتهم عن طريق مراقبة رسائلهم ومكالماتهم الهاتفية؛ وهنا لابد لشركات الإتصالات أن تتعاون مع الشرطة ومع كل الأجهزة الأمنية والقانونية والعدلية، ولابد للحكومة أن تراقب المطارات والموانئ والحدود ومكافحة التهريب (شرطة مكافحة التهريب والمخدرات وقوات حرس الحدود)؛ حتى يجنب الله البلاد والعباد هذه الظاهرة والفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق