مقالات

تحطيم التابوهات

بقلم/ منتصر محمد زكي:

توطئة:
قد هان من بالت عليه الثعالب
( إعرابي )

التغيير سنة كونية وحتمية هذه الحرب نزعت الوقار والقدسية المتوهمة وغير المستحقة عن شخصيات وكيانات سياسية هلامية وأحزاب تقليدية وطائفية وزعامات كرتونية نصف وطنية كان لها دور كبير في هدم السودان وصناعة الخراب منذ بواكير الإستقلال وحتى اللحظة .. العامل المشترك بينهم (الأنانية المفرطة وحب السلطة) بالطبع هنالك قلة صادقة نواياها طيبة وتعمل من أجل البلاد لكنها غير مؤثرة وصوتها ضعيف وغير مسموع ولا يؤخذ برأيها .

في كتابه الأشهر ( النخبة السودانية وإدمان الفشل ) شخص منصور خالد العلة ( حالة الفشل الملازم للنخبة) بدقة عالية بتركيزه على صراع الأيديولوجيات ومشكلة الهوية لكنه (كواحد من رواد وأعمدة النخبة السودانية!!) وصف الدواء الخطأ !! .. تأثره وإنبهاره بالنمط الغربي والثقافة الغربية قاده إلى الوقوع في (فخ عدم الحياد) تحامله على البعض جعله غير منصف في أحكامه وتصوراته للحل ويرجع ذلك إلى نظرته للأمور بمنظار غربي بحت رغم جذوره الصوفية وأكاديميته الصارمة.

( أنا حر مالم أضر ) مخاض التغيير والتخلص من القديم يتطلب تحمل تبعات النتائج من رفض ومقاومة لاسيما ماتوارثته الأمة جيلا بعد جيل .. هي معركة يجب أن نخوضها بوعي وعزيمة أيا كانت التضحيات وحجم الخسائر فنزع القدسية والأهمية الممنوحة لغير مستحقيها وتجريدهم منها تجعلهم يفقدوا كل الصلاحيات والنفوذ الممنوح لهم بغير حق وبغير مؤهلات حقيقية .. بعد الحرب يتوجب على الدولة حل جميع الأحزاب والكيانات السياسية والمجموعات الطفيلية ( القديمة والجديدة) تدمج كل هذه الكيانات السياسية وشبه السياسية بعد غربلتها وتصنيفها في حزبين فقط ( حزب اليمين وحزب اليسار ) والعملية الإنتخابية هي الفيصل لمن يحكم ( الحشاش يملا شبكتو) ويضمن ذلك في دستور البلاد من خلال فقرة خاصة توضح هذه الجزئية دون لبس أو غموض .. ويكون ذلك بمثابة نهاية حقبة قديمة وبداية حقبة جديدة .. هذا هو السبيل الوحيد لخروج بلادنا إلى بر الأمان والتخلص من الأنانية المفرطة والتعصب الأعمى (السياسي والجهوي والمناطقي) للساسة وأشباه الساسة والناشطين والمتشعبطين وبعض الكائنات غريبة الأطوار .

توقيع:
(قل الحقيقة ودعها تبحث عمن تجرحه)

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق