مقالات
إستسلام كيكل.. الحقوق لا تسقط بالتقادم
النذير إبراهيم العاقب:
أعلن المتمرد بصفوف مليشيا الدعم السريع أبو عاقلة كيكل إستسلامه صباح اليوم الأحد العشرين من أكتوبر ٢٠٢٤م في منطقة البطانة شرق ولاية الجزيرة، وحملت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الإجتماعي الخبر وإنقسم الناس حوله بين مؤيد ومعارض.
وبالرجوع لاستسلامه توقيتاً ومنطقاً نجد أن المتمرد كيكل إستسلم وهو في أضعف حالاته، وذلك عقب تقدم الجيش نحو مدينة ود مدني من كل الإتجاهات، وإغلاق طرق الامداد للمليشيا، ومعاناة المليشيا من نقص حاد في الذخائر والوقود، والانشقاقات الكبيرة وسط قواته، وتمرُّد بعض أبناء عمومته عليه ورفضهم الاستنفار لصد تقدم الجيش على الجزيرة، وبالتالي تأكيد هزيمته من قبل القوات المسلحة التي أحكمت حصار مدني وسنار.
مع جميع المعطيات التي تؤكد هزيمة كيكل الآن ولكن في استسلامه حقن للدماء وتسهيل تحرير ماتبقى من الجزيرة وسنار والخرطوم، كذلك استسلام كيكل إضعاف للمليشيا المتمردة وفتح الباب لتشظيها وانقسامها واستسلام المزيد من قواتها التي تمردت من أجل النهب والسلب وبعدها.. الحساب ولد.
من حق أي متضرر من غزو ونهب المليشيا للخرطوم والجزيرة مقاضاة كيكل فالحقوق لا تسقط بالتقادم أو الاستسلام..
والآن ألحظ أن هنالك إصطفاف قَبَلِي كبير خصوصاً من بعض أبناء الشكرية والجزيرة عموماً لتقديم كيكل كبطل إنضم للقوات المسلحة فليس لأمر تمرده ولا استسلامه علاقة بقبيلة الشكرية التي فشلت في إثنائه عن التمرد وفي إرجاعه للصواب حينما إغتصَبَت قواته حرائر الجزيرة ونهبت ممتلكات المواطنين وقتلت الابرياء، فالرجل شعر بقرب هزيمته بعد فقدانه للإمداد العسكري واللوجيستي والوقود ولم يكن أمامه خطوة سوى الإستسلام الذي فيه خير كبير للشعب والقوات المسلحة فمهما كان إنتصار الجيش فإن أي نقطة دم تسقط وأي بطل يستشهد خصما على القوات المسلحة والوطن.
والتحية للقوات المسلحة التي هزمت كيكل في معارك شرق الجزيرة وجعلته يهرب كالجربوع خلال الأيام الماضية
فإستسلام كيكل خطوة لها ما بعدها وستسهم في إنتهاء الحرب وتحرير الخرطوم ومدني وسنار ولكن ليعلم كيكل بأن الحقوق لا تسقط بالتقادم.