
الطيب المكابرابي:
قبل حين وقد اجتاحت بلادنا جحافل الجنجويد كان على رأس بلادنا هذه حاكمين ولم يحمونا من غصب واغتصاب وقهر وظلم هؤلاء الظلمة ولم نخرج قليلا من ذاك الجحيم إلا بعد ترتيب الشعب صفوفه واصطفافه خلف قواته المسلحة وحمل السلاح مساندا للجيش ومقدما الأنفس والدعم والسند بمال ورحال.
يعيش هذا الشعب ضنكا ويموت آلاف بأمراض الملاريا والاسهالات والبلهارسيا والقشل الكلوي وضغط الدم وأمراض القلب والقهر الناتج عن ظلم بائن لكل ذي بصر وعين..
تعيش مدن منذ أيام سبقتها أيام مماثلة وحتى كتابة هذا المقال بلا ماء ولاكهرباء فانعدم حتى ماء الوضوء واضطرت النسوة والأطفال إلى حمل الاواني والخروج في الطرقات بحثا عن الماء..
أدوية السكري أصبحت غير صالحة والمرضى غير القادرين على دفع فواتير المستشفيات الخاصة يئنون من شدة الحر في البيوت.
صفوف أمام المخابز أينما وجدت وبعض المخابز أغلق أبوابه بسبب انقطاع الكهرباء.
أماكن الإنتاج توقفت وحال البيع والشراء ومعاش الناس تأثر حتى أن مياه الترع جفت ايذانا بهلاك محاصيل ومزروعات.
ضرائب ورخص بمسميات مختلفة وزيادات في الدولار الجمركي وعوائد وزكاة وجبايات وغرامات شتى يدفعها الناس وكل موارد الدولة الأخرى لا تظهر في خدمة المواطنين..
كل مسؤول مهتم بذاته سكنا وموقع عمل وربما موظفين تابعين إذ تتوفر الطاقة الشمسية أو المولدات في أماكن العمل وفي البيوت ولا يهم بعد ذلك أن كان العامة يعانون أم لا.
كل هذه الموارد والظلام مخيم على البلاد والعطش طرق كل الأبواب والناس تموت بالأمراض وسبل العيش تعطلت وكل الموارد تذهب الى المسؤولين في الوقود وملء الجيوب بالنقود والرواتب حتى لمن لا يعملون ولايقدمون.
ماحاجتنا بمسؤولين هذا عطاؤهم وهذا ديدنهم في التعاطي مع قضايا الناس والبلاد ؟
ما الذي نحتاجه من مسؤولين برغم كل هذه الموارد لا ينظرون أبعد من انوفهم ولا يفقهون في التخطيط البعيد وتوقع حدوث مثل مانعانيه من إشكالات ويجهزون الحلول لما قد يطرأ من مشكلات ؟؟
بقاء مثل هؤلاء هو استمرار لاستنزاف وإهدار موارد البلاد فيما لا ينفع الناس واستمرار مثل هؤلاء حكاما لن يفيد ولن يغير مانحن عليه من حال وهذا رأي الشارع السوداني المكتوي بنيران هؤلاء الحكام.
وكان الله في عون الجميع
الثلاثاء 22 يوليو 2025



