مقالات

عملية كيكل.. تفكيك المليشيا

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
استسلام كيكل ضربة قوية فى خاصرة المليشيا وتأكيد على قدرات الاستخبارات السودانية
عملية كيكل اثارت الذهول و الصدمة على المليشيا و حلفاءها و أذيالها

العملية رسالة قوية تدحض تخرصات قادة المليشيا عن قوميتها

العفو عن الحق العام بشروط أو بدونها لا يصادر الحق الخاص

التنازل عن الحق الخاص مقيد بالقانون و بإرادة الضحايا و المتضررين

مبادرات العفو الخاص ارتبطت بالاعتراف بالخطأ والحقيقة و المصالحة

الصالح العام يصلح مرشدا لتشجيع المصالحات وجبر الضرر في إطار الحفاظ على الحقوق

ضحايا المتمرد كيكل فى الجزيرة لا تقارن بمجازر عبدالرحمن جمعة في الجنينة

مناقشات واحتجاجات وترحيب حول استسلام كيكل، البعض ذهب إلى أن هذه الخطوة ستهدر حقوق الضحايا والمتضررين وتكون مدخلا للإفلات من العقاب على جرائم ارتكبها كيكل بنفسه في الجزيرة وما جاورها ، وبعضا رحب بالخطوة باعتبار انها جاءت خصمآ على قدرة المليشيا فى احداث مزيد من الضرر و تحجم قدرتها على ارتكاب جرائم اضافية ، و ستفتح الباب الى مزيد من استسلام و انسلاخ قيادات و مقاتلين من صفوف المليشيا ، وهو نهج ناجع فى تفكيك بنية المليشيا ، وان العملية جاءت ردآ قويآ على زعم قائد المليشيا بان قواته قومية بضمها لمنسوبين من كافة مناطق السودان ،
لعل اكبر اختبار تعرضت له القوات المسلحة السودانية كانت احتلال الجزيرة و ما تبع ذلك من تمدد المليشيا باتجاه سنار و الدندر و السوكى و السيطرة على جبل موية ، مما سبب ضغوطآ هائلة على الجيش و تعاملت معه القيادات برباطة جأش و صبر و تحملت فى ذلك الكثير ، و لذلك وجب ان تناقش عملية كيكل استنادآ على ايجابياتها و مردودها ووفقآ للمصلحة العامة و حفاظآ على الدولة و حماية استقلالها و صيانة وحدتها ارضآ و شعبآ ،
هذه العملية وجهت رسالة مهمة للخارج دولآ و منظمات و اثبتت ان الجيش السودانى يدير المعركة باستراتيجية و منهجية كانت نتيجتها اخراج نصف المساحة التى يتبجح التمرد بالسيطرة عليها بضربة خاطفة ، و ان الهامش المزعوم يتخلى عن التمرد على الدولة و ينضم الى الصف الوطنى ، و بلا شك فان العملية حرمت مستشارى المليشيا و المتحدثين باسمها من ميزة ادعاء ان المليشيا تسيطر على (90 % ) من البلاد ،
وهى رسالة لحلفاء المليشيا فى تقدم و الادارات الاهلية بأن المليشيا فقدت السيطرة على قيادات كبيرة فيها و ان قيادات اخرى فى طريقها للاستسلام ، وهى حقيقة ما يجرى حاليآ و لن يمر وقت حتى يقف آل دقلو وحيدين الا من مرتزقة دول الجوار و بعض المتعاونين ، مما يعجل بانهيار المليشيا و استسلامها كليآ ، مع الاسف فان هذه القيادات تعانى من حالة مرضية و تبعية عمياء و عدم قدرة على التمييز بين ما ينفع الناس و يقلل من حجم الضرر على البلاد و العباد و بين مصالحهم الضيقة فى العودة للسلطة فى حماية المليشيا ،
وهى رسالة تطمين للداخل القلق و المشفق و لمساندى القوات المسلحة بأن القيادة لديها القدرة على ادارة المعركة الاستخبارية و النفسية بكفاءة و اقتدار و صبر كما تدير العمليات العسكرية ميدانيآ ، وسيرى الناس نتائجها عاجلآ و ليس آجلآ فى تخلى اعداد كبيرة من القيادات عن التمرد و البحث عن طريقة للخروج قبل فوات الاوان ، خاصة بعد نجاح تنسيقيات حواضن المليشيا فى مواجهة قيادات اهلية انخرطت كليآ فى دعم المليشيا باسم قبائل و مجتمعات اهلية لصالح اسرة آل دقلو ،
وهى رسالة للامارات الراعى الرسمى للمليشيا ، انها تخسر استثماراتها فى المليشيا ، و انها لن تحصد الا الاوهام و لن تجنى الا الخزى و العار، و من الافضل لها و بحسابات التاجر ان تقلل من هذه الخسائر و ان ترجع عن طريق الشر و العدوان و هى تدرك انها ستتحمل كل التبعات القانونية جراء شراكتها مع المليشيا ،
من حق القيادة وواجبها ان تراعى المصلحة فى الحفاظ على حياة المواطنين و تقليل الخسائر فى صفوف الجيش و اتباع الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك ، ومن حق الضحايا و المتضررين التمسك بحقهم الخاص فى القصاص و التعويض عن الضرر فى مواجهة كيكل او غيره من مرتكبى الجرائم ، وهو حق أصيل لا يجوز إهداره أو التنازل عنه الا من صاحب الحق الشرعى ووفقآ للقانون ، مع تحقيق العدالة و العدالة الانتقالية و انصاف الضحايا و المتضررين ممن شردتهم الحرب و افقدتهم اموالهم و ممتلكاتهم،
21 اكتوبر 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق