د.صلاح عمر الطيب:
كثيرا ما يُختصر فشل المشاريع في السودان في غياب رأس المال أو قلة الأفكار بينما الواقع يشهد أن المال موجود والأفكار لا تنقصنا لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الحسد والغل المتجذر في النفوس وهو الداء الذي يفتك بكل مبادرة أو إنجاز
فعلى مستوى الحكم ما دام السياسي في السلطة فهو يذود عنها بالحق والباطل فإذا خرج منها انقلب عليها محاربًا بكل وسيلة حتى يصل إلى حد التعاون مع الأعداء أما على مستوى الأفراد فما إن ينجح شخص في مشروعه حتى يتسابق الآخرون لتقليده ثم تبدأ الحرب غير المعلنة ضده تشويه، مؤامرات واغتيال معنوي عبر الفضاء الإسفيري حيث يسهل هدم سمعة كل ناجح وللأسف يصدق الكثيرون تلك الأكاذيب وينشرونها
وفي مثل هذا المناخ يصعب أن يكتب النجاح لأي مشروع مهما كان الجهد المبذول فيه لأن البيئة الاجتماعية لا تحمي المتميز ولا ترحم المتفوق.
والعلاج لن يكون سريعًا لكنه ممكن إذا بدأنا بإحياء التدين الفردي الصادق وغرس ثقافة شكر الناس وتقدير الناجحين في مناهجنا التربوية فالمجتمعات التي تنهض هي التي تحتفي بمبدعيها وتدفعهم للأمام لا التي تحاصرهم بالجدل والحسد.
ويبقى السؤال هل من مستمع يستوعب الدرس قبل أن تضيع الفرص؟
