مقالات

من الأرباب بشرى الصائم إلى الناظر مادبو

 

عرفتك عن قرب لفترة تجاوزت الثلاثة أعوام ونحن نعمل سويا بالمكتب التنفيذي والمجلس الأعلى للإدارة الأهلية. كنت من أهل الرأي والحكمة متمسكا دائما بأدب وخلق النظار تميزك رحابة الصدر وطول البال وهدوء الحديث ودائما ما ترسل رسائلك أو ردودك حول أي حديث عبر مثل أو حكاية من حكاوي أهلنا الشعبية المعبرة ومن خلالها يفهم المقصد.

لم أشهد لك غلظة مثل التي أبديتها وأنت تتحدث فى أمر من امور قبيلة الرزيقات دون أن تدرك أنك خرجت من رحابة القبيلة بكل خصالها السمحة إلى نعرة القبلية النتنة البغيضة، وإن أصابك شئ من رذاذ التهديدات (الناظر تندل) وجمل شيل.
أين اختفت الحكمة التي وصفك بها الدكتور حمدوك عندما قدم لنا مبادرته ( الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال- الطريق إلى الأمام) وكان جوهرها (الصراع المدني العسكري- العسكرى عسكرى- المدني مدني) ولخصت رأيك له في حكاية من حكاوينا الشعبية وهي حكاية (الثعبان أبو راسين) وفجأة التفت نحوك ضاحكاً وقال:
“والله يا الناظر لخصت الأمر في الحكاية ودي الحكمة التي نفتقدها ونحتاجها فى هذه المرحلة”.
ماذا أصابك لتفقدها في رد فعل متسرع على تهديد من (مجهول) قصد منه بث خطاب الكراهية.

نحمد الله أن كانت عشيرتك الأقربين بيننا بالخرطوم فكانوا سبباً في أن نجونا من طي أرض الخرطوم وإن جميع الأرض يوم القيامة قبضة للرحمن في قوله تعالى:
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
الزُمر الآية 67 .

الخرطوم عندما اختارتها الدولة عاصمة قومية للسودان فتح أهلها مداخلها مشرعة في كل الاتجاهات لكل قبائل السودان دون إقصاء لأي قبيلة ودون تمييز إيجابي لهم كسكان أصليين. تساووا مع الجميع فى كل الحقوق والواجبات مكتفين بما يعرف فى أعراف الإدارة الأهلية بـ(حق العصا) أي الحق التاريخي فقط، فكونوا جميعاً مجتمع العاصمة القومية المتعدد الأعراق وانصهروا فى بوتقة اسمها الخرطوم.
لذا حينما أقبلت عليها الفتن كقطع الليل المظلم
كما قال أفضل البشر عليه افضل الصلاة والسلام.

في 6 ديسمبر 1964 حوادث الأحد الأسود، وفي 30 يوليو 2005 حوادث الإثنين الأسود وفي 10مايو 2008 عملية الذراع الطويل، هب للدفاع عنها وحمايتها كل أهل السودان، دفاعا عن أرضها لا قبائلها مما يؤكد الانصهار والتمازج والوحدة.

أخي الناظر القادة الكبار والعظام والشجعان هم من يقدمون الاعتذار فهلا وقفت أمام شعبك وأهلك ودمك وسودانك بالخرطوم، معتذرا برحابة صدر النظار.
فهلا استجبت يا كبير للمناشدة والطلبات بوقف خطابات التهديد المتبادلة وخطاب الكراهية الذي يسود بيننا الآن من أجل بناء سودان موحد يسع الجميع؟.

ولك التحايا والتقدير.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق