أخبار وتقاريرمقالات

الاتحادي الديمقراطي أمام منعطف تاريخي جديد

بقلم/ عبدالله رزق أبوسيمازة:

يمر حزب الحركة الوطنية،مرة أخرى بمنعطف تاريخي جديد سيكون له تأثيره على مستقبل الحزب ودوره في الحياة السياسية في السودان، إذ تتوفر الآن فرصة تاريخية للاتحاديين، للتحرر من نهج السيد محمد عثمان الميرغني في قيادة الحزب منذ العام 1986.

فمع تقدم الميرغني في السن وعلى نحو لايمكنه من الاستمرار في القيادة، تطرح مسألة البديل نفسها حتى مع بروز جعفر الصادق الذي دفع به والده ليكون نائبا له في رئاسة الحزب.
فقد عملت قيادة الميرغني على دمج تقاليد الطائفة الدينية بطرائق عمل الحزب، مما أثر سلباً على الحياة الديمقراطية داخل الكيان السياسي، وهو ما أدى بمرور الوقت إلى أن يشهد عهد الميرغني حالة من التشظي والتمزق غير معهودة في الحزب، نتج عنها ضعف ملحوظ للحزب وتراجع دوره السياسي وارتهانه بعد اتفاق القاهرة واتفاق جدة لنظام البشير حتى سقوطه خلال ثورة ديسمبر المجيدة.

وأبرزت عودة الميرغني للبلاد هذا الأسبوع بعد تسع سنوات من الغياب صراعا بين ابنيه جعفر الصادق ومحمد الحسن، على الخلافة السياسية وتجاذبهما بين المحاور الخارجية والداخلية ذات الصلة بالأزمة التي تعيشها البلاد ومساعي حلها منذ 25 أكتوبر 2021.

ويدعم الميرغني الأب الذي يعارض خروج الجيش من المشهد السياسي وفق مسعى للتسوية التي تقودها وساطة إقليمية ودولية، ويساند ابنه جعفر في مواجهة الحسن الذي يؤيد مشروع التسوية.

لا يقتصر الأمر على التساؤل بشأن كفاءة إبني المرغني جعفر والحسن وأهليتهما السياسية حسب، وإنما بمشروعية التوريث نفسه، كما ولا يتعلق الأمر بخلافة الميرغني على قيادة الطريقة الختمية، والتي ستكون موضع بحث ومحل تساؤل هي الأخرى، وإنما بخلافته على رئاسة الحزب أيضاً.

ثمة حاجة ملحة في إطار تجديد الحزب وإعادة توحيده وتفعيل دوره الوطني لإعادة النظر في علاقة الحزب بالطائفة وبمرشدها خاصة عما إذا كانت علاقة رئاسة، أم رعاية؟ وهو الوضع الذي كان سائدا قبل العام 1986 وحتى عندما انسلخ الختمية من الحزب الوطني الاتحادي بقيادة السيد إسماعيل الأزهري وكونوا حزبهم الخاص بهم حزب الشعب الديمقراطي برئاسة الشيخ علي عبدالرحمن ورعاية السيد علي الميرغني، مرشد الختمية.

وفي ظل المعطيات السياسية التي أفصحت عنها عودة الميرغنى وتداعياتها، فإنه بات لازماً للحزب الذي تكون في إطار العلاقة بين مصر والسودان وجسد تلك العلاقة وحملها عنوانا وهوية من أن يعطي قدرا أكبر من الاهتمام بالمصالح الوطنية وإعلائها متى ما برز تضارب في المصالح بين البلدين.

وفي هذه الظروف التي تحتم إعادة توحيد الحزب وتصحيح مساره وإعادته إلى الصراط الوطني الديمقراطي المستقيم.

وإلى حين بروز شخصية كارزمية من بين صفوفه بمستوى الشريف حسين الهندي مؤهلة لانجاز ذلك التوحيد، فإن على الاتحاديين بمختلف راياتهم التواضع على قيادة جماعية انتقالية قبل التوجه للمؤتمر العام قبيل الانتخابات.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق