إقتصادحقوق الإنسانعلوم وتكنولوجيا

 6 ملايين طالب يحتاجون للوجبة المدرسية بعد انسحاب المانحين

حالات تقزم وسط الأجيال الجديدة..

الساقية برس- تقرير- حنان الطيب:

يواجه السودان الكثير من الأزمات التي تساهم في زيادة نسبة الفقر وخطر الجوع ، لأكثر من 18 مليون مواطن وفقاً للتقديرات الأخيرة لبرنامج الغذاء العالمي منظمة الأغذية والزراعة الفاو.

ووفقاً للتقديرات السابقة لليونسيف فإن معدلات الأطفال الذين يحتاجون للغذاء في المدارس تتجاوز 410 آلاف تلميذ في ولاية الخرطوم.

وكشفت تقارير متخصصة أن هناك نحو 6 مليون طفل في السودان يعانون من الجوع، ويحتاجون للوجبة المدرسية للحد من التسرب المدرسي، فضلا عن ارتفاع نسبة التقزم نتيجة لسوء التغذية.

وتحت شعار (التغذية المدرسية محلية الإنتاج من أجل تنمية مستدامة) نظمت منظمة صباح السودان للتنمية مؤتمرها الأول برعاية فندق السلام الخرطوم ، بمشاركة القطاعين العام والخاص، وممثلو منظمات المجتمع المدني، والمنظمات العالمية، والإعلاميين والأكاديميين، للخروج برؤية لدعم المشروع لسد الفجوة الكبيرة.

 

6 ملايين طفل..

وكشف د.عبد القادر أبو، الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة، عن معاناة 6 ملايين طفل من الجوع، حمل مسؤوليتهم للجهاز التنفيذي.

ووجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بإن هذه الفئات الهشة تحتاج للعمل الاستراتيجي الذي جاءت من أجله الأمم المتحدة.

وقال إن جولتهم خلال الأيام الماضية كشفت عن ارتفاع نسبة التقزم نتيجة لسوء التغذية، بكل من ولايتي كسلا و القضارف وبعض ولايات الوسط والشمال والنيل الأزرق بالرغم من وجود الغذاء عازيا ذلك لغياب العقلية الاستراتيجية التي تعمل من أجل هذه المسائل المهمة.
وأضاف ما جرنا إلى الخلف عدم استخدام المنهج العلمي في مختلف القضايا، إضافة لعدم استمرارية التنسيق مع الجهاز التنفيذي في الإدارات المختلفة، موجها بإعادة النظر في الأمر من قمة الهرم.

ببيوت الخبرة..

ونبه أبو، الجهات المسؤولة بأن ملف الطفولة من القضايا الحساسة ويحتاج للمزيد من الرعاية والاهتمام، وأرسل رسالة لرئيس المجلس السيادي بأن هناك إهمال واضح لملف الطفولة من رياض الأطفال وحتى بداية المرحلة الجامعية، إلا أنه أشار لبعض الاجتهادات من قبل بعض الجهات في هذا الملف.

وطالب الجهات ذات الصلة بالجلوس لتعزيز برنامج التغذية المدرسية بالاستعانة ببيوت الخبرة في هذا المجال، مؤكداً استعدادهم لإجراء مسحوحات صحية.

 

غض الطرف..

وأشار د. أبو، لوجود الكثير من القضايا الخطيرة والمعقدة والشائكة التي تحتاج للجهد الرسمي والشعبي، حتى يتسلح أطفال السودان من خطر الجوع والفقر المدقع، مشيرا لدخول المجلس القومي لرعاية الطفولة في برنامج المسؤولية المجتمعية لحل هذه القضية التي يغض الطرف عنها الكثير من المسؤولين.

أكثر من ٣٠٪..

من جهته، أكد الأستاذ التجاني الطيب، من إدارة التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم الاتحادية على أهمية برنامج التغذية المدرسية، وذلك بتقليل نسبة التسرب وسط الأطفال، موضحا بأن نسبة التسرب يمكن أن تصل لأكثر من ٣٠٪.

وعبر عن أسفه لعدم وجود تغذية قومية محلية لأطفال السودان وذلك لاعتماد السودان على برنامج الغذاء العالمي. وأشار للاعتماد الآن على تغذية ٣١٪ من أطفال مرحلة الاساس في السودان في مناطق الهشاشة الأكثر فقرا، وظهر فيها التسرب
َلعدم توفر الوجبة المدرسية وفقا لبيانات العامين الماضيين، ذاكرا أن برنامج التغذية المدرسية كان بمعظم المدارس منذ العام 1969 وحتى العام 2010، ولكنة بدأ يتناقص.

4 ملايين طالب..

وأكد الطيب وجود الكثير من التحديات والمعوقات تواجه التغذية المدرسية بطريقة قومية، داعياً لتضافر كافة الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة الهدفين الرابع والسابع عشر، لتعميم التعليم على كافة أطفال السودان.

وقال إن الفجوة وسط الأطفال المحتاجين لتغذية مدرسية كانت أكثر من 4 ملايين طالب، وارتفع للعام أكثر من 5 ملايين طالب يحتاجون للتغذية المدرسية، عازيا ذلك لانسحاب المانحين.
وقال إن المسألة تحتاج للمزيد من بذل الجهود.

وأوضح التجاني أن وزارة المالية لاتدعم التغذية المدرسية بصورة كبيرة أو بنسبة معقولة، موضحاً أن دعمها للعام الماضي كان مبلغ ٨٢ مليون جنيه فقط، وأردف رغم دور الوجبة الكبير في الحد من التسرب المدرسي والاستقرار إلا انها فقيرة جداً (140 جراما بتكلفة 35 دولارا) في العام الدراسي، مبينا بأنه عمل كبير جدا.

وقال إن هناك دولا أصبحت مانحة بدلا من تلقي المنح بالاعتماد على الذات، مؤكداً أن السودان قادر على أن تكون لديه تغذية مدرسية قومية وذلك بتوفر الإرادة من أجل مستقبل البلد وأطفالها.

القضاء على الجوع..

بدورها كشفت الأستاذة رحاب محمد علي، رئيس منظمة صباح السودان للتنمية عن حزمة من المشاكل التي تحول دون توفير الوجبة المدرسية لأطفال وتلاميذ المدارس، خاصة في ظل الوضع الراهن والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وقالت إن الأطفال لايذهبون للمدارس، وإنما للعمل في المجتمعات ذات الهشاشة التي تستهدفها المنظمة، وخاصة الفتيات بسبب عدم توفر الوجبة المدرسية.
وأوضحت أن المنظمة تهدف للقضاء على الجوع وتعزيز أهداف التنمية المستدامة عبر برنامج التغذية المدرسية.

٪10 من دخل الأسرة..

وأضافت رحاب أن الهدف من برنامج التغذية المدرسية تحفيز الأسر على إبقاء البنات في المدارس، منوهة إلى أن هذا يؤجل الزواج المبكر، وبالتالي الأمومة المبكرة، كما يسهم في خفض الميزانية المخصصة للأطفال التي تمثل ١٠٪ من من دخل الأسرة، مما يساعد على تعزيز الدخل والمساعدة في تخفيف حدة الفقر للأسر التي لديها أكثر من طفل.

إعادة 3 آلاف لمقاعد الدراسة..

وأوضحت أن منظمة صباح السودان كغيرها من منظمات المجتمع المدني في السودان واجهت الكثير من التحديات منذ تأسيسها في العام 2014 ومازالت، ولكنها بمساهمة الشركات استطاعت توفير ما يفوق 2،296،000 مليون وجبة لعدد 27000 الف مستفيد على مدار الخمسة سنوات الماضية، أعادت بها 3000 تلميذ وتلميذة إلى المدرسة، بالإضافة إلى استقرار أكثر من 24000 في مقاعد الدراسة.

زيادة الفجوة الغذائية..

وأكدت مديرة المنظمة ازدياد المعوقات بصورة أكبر بازدياد الفجوة الغذائية وسط التلاميذ والأساتذة، إلى درجة تجاوزت قدراتها مما دفع
المنظمة لعقد هذا المؤتمر لمشاركة الجهات ذات الصلة للوصول لحلول تسهم في استدامة المشروع في إطار أجندة 2030 موضحة بأنها كلها أساسية لبناء رأس المال البشري والمساهمة في تعزيز السلام والحد من الصراعات بين الناس بالقضاء على الفقر والجوع، وإتاحة التعليم الجيد والصحة وأهداف التنمية المستدامة الأخرى.

تعزيز التعاون..
وأوضحت رحاب أن المؤتمر يهدف لزيادة الوعي العام بالتحديات التي تواجه التغذية المدرسية في السودان، بجانب تبادل الخبرات والأدوات لمواجهة هذه التحديات، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، للمساهمة في برنامج التغذية المدرسية وتسليط الضوء على القضايا المتعلقة به، ودعوة جميع المانحين في القطاعين العام والخاص، ووكالات الأمم المتحدة والوكالات العالمية ذات الصلة والأفراد للمشاركة في دعم مشروع التغذية المدرسية.
عبرت عن شكرها وتقديرها لمنظمة إعلاميون من أجل الأطفال.

أولويات الوزارة..

من جانبها أكدت منى إبراهيم الفكي، من قسم التغذية بوزارة التربية والتعليم الاتحادية بأن قضية توفير الوجبة المدرسية التي ينبني عليها التحصيل الأكاديمي وصحة الطفل ولذلك تعتبر من أولويات الوزارة.
وشددت على تتضافر الجميع، معربة عن أملها أن تقوم جميع المنظمات بسد الفجوة ومساعدتها كجهة فنية بالبيانات.
وأشادت بالدور الذي تقوم به منظمة صباح السودان للتنمية، وببرنامج الغذاء العالمي، الذين غطيا العام الماضى محليات شرق النيل وجبل أولياء وأمبدة.

مناصرة القضية..

من ناحيتها، أشارت إنعام محمد الطيب، المدير التنفيذي لجمعية إعلاميون من أجل الأطفال لدور الإعلام في مناصرة هذه القضية الكبيرة التي تستحق الاهتمام من كافة الجهات الرسمية، والقطاع الخاص والإعلام والمجتمع لإيجاد الحلول لقضية توفير الوجبة المدرسية للتلاميذ الفقراء، لتكون المساعدات بصورة راتبة.

لايوجد مسح..
فيما أعربت د. منال عابدين محمد علي، استاذ التغذية المشارك بجامعة الأحفاد للبنات لدى استعراضها لعرض تقييمي بعنوان جامعة الأحفاد التغذية الصحية لطلبة المدارس عن أسفها بتركيز المسوحات للأطفال دون سن الخامسة والحالات الخاصة وكبار السن والمرأة، مشيرة لعدم وجود مسح كبير في جانب المدارس.

وأوضحت أن الوجبات المدرسية تساعد الطفل من حيث المناعة والاستيعاب وبالتالي يكون بجودة متكاملة للحد من الأمراض المزمنة من سكري وأمراض القلب والسرطانات. موضحة أن تناول الاندومي في السندوتشات ليست لدية اي قيمة غذائية وتناوله يشكل مشكلة كبيرة.

وأشارت لحالات التقزم الكبيرة وسط الطلاب مبينا أن التقزم الحاد بنسبة كبيرة ٢،٣٪ وأعداد الذين لديهم مشاكل الهزال كبيرة وسط البنات ٤٧٪ والاولاد ٥٢٪.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق