مقالات

عبدالرحيم دقلو.. آسف وندمان كل الندم

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

*عبد الرحيم يعيش حالة عدم ادراك ، او انكار للواقع على الارض*

*عبد الرحيم يأسف لقتال القوات المسلحة ، و يدعوهم للانضمام الى الدعم السريع ، و يقدم عرضآ تافهآ لهم بعدم مسائلتهم* ،

*بعد اسفه ، كان المتوقع ان يعلن عبد الرحيم وقف اطلاق النار و استعداده لدمج قواته فى القوات المسلحة*

*بعد ندامته ، كان يتوقع ان يقدم اعتذارآ للشعب السودانى ، بعد ترويع و استباحة قواته لحرمات المواطنين و سرقة اموالهم*

*بعد كل الندم ، كان المتوقع ان يعلن مسؤليته عن دماء القتلى و الجرحى المدنيين ، و الدمار و الخراب الذى خلفته قواته المتمردة*

*كانت هذه فرصة للرجل ان يتقدم باعتذار للشعب السودانى الذى ذاق الامرين من تصرفات قواته المتمردة و لا يزال*

*القوات المسلحة لا تقاتل فقط دفاعآ عن شرفها العسكرى وواجبها الدستورى فحسب ، بل تقاتل لاستعادة كرامة الجيش*

عبد الرحيم دقلو يعلم أن هذه المنازلة ستنتهى بهزيمته و تجرعه السم الزعاف وسيندم حيث لا ينفع الندم

ظهر قائد ثاني الدعم السريع عبدالرحيم دقلو، فى مقطع فيديو مدته دقيقة وست ثوان -ربما يكون الظهور الأخير له- تخللته أصوات قصف قريب، دفع حراسه للنظر إلى الأعلى.

قال عبدالرحيم: “يؤسفنا أن نتقاتل مع اخوتنا في القوات المسلحة، أسف شديد ، كل الأسف، وكل الندم أن نتقاتل مع اخوتنا فى القوات المسلحة، ولكن مع الأسف الشديد اخوتنا في القوات المسلحة اسيطر عليهم الكيزان أو الفلول، النظام البائد، دخلوهم في المراحل دي، ونقول لاخواننا فى القوات المسلحة ما تقيفوا ما تقيفوا مع الكيزان، ما تقيفوا مع البرهان، انضموا لاخوانكم في الدعم السريع ومافي حد يسألكم أبدا، وأي أسير ماتسألوه، أي أسير اتعاملوا معاهو كويس ، ديل اخوانا أبناء الشعب السوداني، ربنا يوفقكم و ربنا يحفظكم إن شاء الله”.

من الواضح أن عبدالرحيم ليس لديه معلومات عن الأوضاع على الأرض، أو ربما تنقل إليه معلومات غير صحيحة، ومضللة، فهو يتحدث عن انضمام القوات المسلحة لقواته والاندماج فيها، ويتمنى النصر والتوفيق و قواته هائمة في الطرقات، وتتخذ من المدنيين دروعا بشرية، وهو فى حالة عدم إدراك أو إنكار للواقع على الأرض، وبلا شك لا يدرك حجم الكارثة التي حلت بقواته، الآلاف منهم بين قتيل وجريح ، وآلاف فروا بعد نهبهم الأسواق والبنوك وبيوت المواطنين، هذا فضلا عن استسلام كل قواته بالولايات دون قتال، وانسحاب مجندى الكوتة.

فلم تعد تأت إمدادات من الولايات ، وتبددت أي أوهام في مدد خارجي و تتناقص الذخيرة للمتبقي من قواته في الخرطوم وقد بلغ منهم الوهن والإنهاك مبلغا عظيما بينما ثلاثة فرق من الجيش لم تدخل المعركة بعد.
كانت هذه فرصة للرجل أن يتقدم باعتذار للشعب السوداني الذى ذاق الأمرين من تصرفات قواته التي ساقها لحتفها، ولا يزال. وكان عليه أن يأسف على سلوك عصاباته من المرتزقة القادمين عبر الحدود ومن ثمانية جنسيات، ولعله يتجاهل حقيقة أن قواته استباحت المستشفيات والجامعات والبنوك ومرافق الدولة الخدمية والمدنية، واندست بين الأحياء، واقتحمت بيوت المواطنين وانتهكت حرماتهم وسرقت أموالهم.

عبد الرحيم لا يزال في الخطة (ب) ، التى انهارت وفشلت، وبدلا من أن يعلن وقف إطلاق النار، واستعداد قواته للاندماج فى الجيش والتي لم يعد مرغوبا فيها بعد الوحشية التي تمارسها وافتضاح أمر الأعداد الكبيرة من المرتزقة بينها واستعانتها بفاغنر الروسية، بدلا من هذا، يدعو عبدالرحيم (القوات المسلحة) للانضمام إلى الدعم السريع، ويقدم عرضآ تافهآ لهم بعدم مسائلتهم ، و هو بالطبع يجهل ان القوات المسلحة لا تقاتل فقط دفاعآ عن شرفها العسكرى، وواجبها الدستورى فحسب ، بل تقاتل لاستعادة كرامة الجيش ، الذى حاول الاخوة دقلو اذلاله و التعالى عليه و السخرية منه ، و اتهامه بانه جيش الكيزان و الفلول ، عبد الرحيم يستخف بعقول السودانيين بزعم ان الجيش فلول ، ناسيآ ان الدعم السريع هو صناعة كيزانية بامتياز ، و كان يجب ان يتم تفكيكه بعد ثورة ديسمبر ، باعتباره من ( خوازيق ) نظام البشير ، و الحد من تمدده و توسعه و امتلاكه للشركات و منعه من السيطرة على الاقتصاد و الذهب ، و اقامة علاقات خارجية مشبوهة ،
لا احد يصدق أسف عبد الرحيم ، و ندمه كل الندم ، و قد فشل فى ارسال اى رسالة ذات قيمة ،و لم تفلح محاولاته فى ان يظهر متماسكآ جلدآ ،و لم يظهر حراسه السابقين فى مقطع الفديو ، و برغم ما حل به و باخيه و قواته من هزيمة قاسية ، لا يزال يأمل فى اخضاع الجيش و دمجه فى الدعم السريع ، اى عاقل هذا الذى يقبل ان يكون فردآ من عصابة الاخوة دقلو ، فلا يوجد جندى سودانى يقبل ان يقاتل الى جنب المرتزقة الاجانب ، ان كان هناك بقية عقل باستطاعة عبد الرحيم ، و فى ظل غياب اخيه محمد دقلو ان يجنح للسلم ، ويتحقق ذلك فقط بالقاء السلاح و حقن دماء السودانيين، عبد الرحيم دقلو يعلم أن هذه المنازلة ستنتهي بهزيمته وتجرعه السم الزعاف، وسيندم حيث لا ينفع الندم.
11 مايو 2023.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق