مقالات

القمة العربية.. مطالب الشعب السودانى

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

واجب القادة العرب إيجاد صيغة لإيقاف تدخل الإمارات فى الشأن السوداني 

متوقع أن تمارس السعودية و مصر ضغوطا لإلزام الإمارات بإيقاف دعمها للقوات المتمردة

إذا تمادت الإمارات في دعم تمرد أسرة دقلو السودان يستطيع الدفاع عن وجوده و أن يرد الصاع صاعين و أكثر 

القادة العرب يعلمون ويمكنهم الاستماع إلى الرئيس السوري بشار الأسد ليروي لكم كيف دعمت الإمارات وسلحت المعارضة ضد سلطة الدولة

التأكيد على أن النزاع شأن سوداني ويجب أن يحل بواسطة السودانيين

الجيش السوداني كان ولا يزال الجيش الوحيد الذي دعم الشرعية في اليمن بقوات على الأرض 

الجيش السوداني قدم شهداء وجرحى فى اليمن ولم يتحدث عن طرفي القتال

برغم احتدام القتال في الخرطوم لم يسحب الجيش السوداني قواته من الحد الجنوبي ومن ضمنها طائرات مقاتلة

تنعقد اليوم في جدة القمة العربية رقم (32)، في ظل أزمات متفاقمة في المنطقة العربية، والدول الأعضاء تواجه مخاطر حقيقية تهدد وحدتها وسلامة أراضيها.

تأسست الجامعة العربية في عام 1945م وبعد 3 سنوات من تأسيسها تمت أول جريمة في حق العرب بتنفيذ وعد بلفور واغتصاب الأراضي الفلسطينية في 1948م  وبعد 75 عاماً لا تزال إسرائيل تحتل وتقصف الأراضي الفلسطينية وتقتل المدنيين وتهدم بيوتهم على رؤوسهم حتى يومنا هذا.
فقدت الجامعة العربية الصومال كدولة موحدة ومستقلة ولم تستطع تقديم أي عون لاستعادتها ولم يمض وقت طويل حتى تحولت العراق إلى دولة تحكمها المليشيات. وجاء الدور على سوريا التى يتجاوز فيها عدد المليشيات العشرات و تتواجد فيها قوات التحالف الدولي، القوات الروسية ، القوات التركية ، القوات الايرانية ، و قوات حزب الله اللبنانى ، و فى اليمن احتلت مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء وسيطرت على قرار الدولة التي اتخذت من عدن عاصمة بديلة ، بعد أن كونت الشرعية حكومة منفى بالسعودية.

فى ليبيا حكومتان وجيشان و مليشيات من كل نوع ، مع وجود فاغنر الروسية التى تساند حفتر، و القوات التركية التى تساند حكومة طرابلس ، فماذا ينتظر القادة العرب؟
الشعب السودانى يراقب وينتظر ، كيف ينظر القادة العرب فى قمتهم الى ما يجرى فيه من تمرد وحدة عسكرية تابعة للجيش قادت انقلابا على الوضع الدستوري القائم بمساندة من الإمارات وهي دولة عضو فى الجامعة العربية، ومتحالفة مع حفتر ، وشركة فاغنر الروسية.

هذه القوات المتمردة التي يمتلكها الاخوة دقلو ، والتي تضم الآلاف من المرتزقة من دول تشاد، افريقيا الوسطى، النيجر ، الكاميرون ، مالي ، نيجيريا، إثيوبيا وإريتريا ومن دول شرقى آسيا، وهو معلوم للقادة المجتمعين اليوم في جدة، ولعلهم شاهدوا الانتهاكات البربرية التي تقوم بها هذه القوات المتمردة، واستباحتها لمرافق الدولة و الأحياء السكنية، وسرقة ونهب البنوك و الأسواق و الاعتداء على دور العبادة.

القادة العرب و هم يجتمعون فى جدة يعلمون علم اليقين أن الإمارات تدخلت فى سوريا ، اليمن ، ليبيا ، و لم يكن تدخلها ايجابيا لحل المشكلات في هذه البلاد ، بل كان دورآ تخريبيا مرسومآ و مدفوعآ من جهات اجنبية ، ساهمت فى تفاقم الأوضاع في هذه الدول ويمكنكم الاستماع إلى الرئيس السوري بشار الأسد ليروي لكم كيف دعمت الإمارات وسلحت المعارضة ضد سلطة الدولة.

وإذا كان للقادة العرب من مساهمة حقيقة وعملية، وجب عليهم إيجاد صيغة علنية أو سرية لحمل الإمارات على التوقف عن دعم القوات المتمردة في السودان، وسيتكفل الشعب السوداني وجيشه الباسل بحسم التمرد و بإنهاء خطره ليس على السودان فحسب ، بل على الدول الأعضاء فى الجامعة العربية ، و دول الجوار الأفريقي.

كاتب هذه السطور ليس متفائلا بقرارات تصدرها هذه القمة لمصلحة استقرار السودان وبقاء كيان الدولة، وبالرغم من ذلك ندعو القادة العرب لتحمل مسؤولياتهم وواجباتهم، هم يعلمون كيف تكون الحلف الشرير لإسقاط الشرعية الدستورية في السودان، السودان كان الدولة العربية الوحيدة التي سارعت إلى دعم الشرعية في اليمن بقوات عسكرية بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، السودان وقتها لم يتحدث عن طرفى الصراع ، و برغم احتدام القتال فى الخرطوم لم يسحب الجيش قواته من الحد الجنوبي، ومن ضمنها طائرات مقاتلة.
هناك بصيص أمل في أن تستطيع السعودية ومصر إقناع الإمارات بالكف عن التدخل فى الشأن السوداني وإيقاف دعمها للمتمردين، هذا بالطبع لا يمكن التداول فيه فى الاجتماعات الرسمية، ولكنه ممكن خاصة بعد فشل الانقلاب وعجز القوات المتمردة فى إسقاط الدولة، أما إذا تمادت الإمارات فى التآمر على السودان وشعبه وأخذتها العزة بالإثم، فلا يراودها أدنى شك في أن السودان يستطيع الدفاع عن وجوده وأن يرد الصاع صاعين وأكثر.

19 مايو 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق