مقالات

خيانة الثورة .. ودماء الشهداء

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

الوضع الماثل الآن يهدد كيان الدولة وينذر بصراع ربما يصل للحرب الأهلية أو ربما الانقلاب العسكري

إذا وقع البرهان على الاتفاق النهائي فلينتظر الاسوأ

إذا وقع برهان الاتفاق النهائى سيكون سلم البلد للأجانب 

أكبر خطأ تاريخى ارتكبته مجموعة الإطاري هو التحالف الانتهازى مع الدعم السريع ومعاداة الجيش

برهان يمكن ان يقلب الطاولة على السفارات الغربية وتوابعها الأخرى بأن يستدير نحو حلفاء جدد مثل روسيا والصين ومصر وقطر وتركيا

قوى الثورة لن تسمح بتمرير هذا الاتفاق، وإن مر ستسقطه

صورة بائسة لمنصة ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، ومسيئة لكل فئات الشعب السوداني، سفراء الرباعية والثلاثية والاتحاد الأوروبي ، وخبراء أجانب يقدمون وصفاتهم لكيفية الإصلاح الأمني والعسكرى، مع حشود من الأسماء السودانية الباهتة والذين  قدموا  أنفسهم كخبراء وأهل مصلحة، لم يقولوا شيئا، ولم يتعلموا شيئا ولم تكن الورش الأخرى أفضل حالا من ورشة الإصلاح الأمني والعسكرى.

الأجانب يقدمون الوصفات ويقبل عليها أهل الإطاري بشغف محموم للوصول إلى السلطة و الكراسي، هذه السلطة التي ستقوم بتفتيت البلاد، بعد الإجهاز على الجيش وتفكيكه ودمجه في قوات الدعم السريع.

وقبل أن تختتم الورشة مهزلتها تم تجهيز قائمة بأكثر من ثلاثمائة ضابط فى القوات المسلحة ستتم إحالتهم للتقاعد بحجة تنظيف الجيش من الفلول، أليست لجنة (الفلول) الأمنية هي من أصدرت قرار عزل البشير والاستيلاء على السلطة استجابة للحشود أمام القيادة العامة؟ وأليست هي ذات اللجنة التي تفاوضت معها قوى الحرية و التغيير واتفقت معها على الوثيقة الدستورية؟ وارتمت في أحضانها، ووافقت على كل القرارات التي صدرت خلال عامين بدءا بالإجراءات الاقتصادية، والتطبيع مع إسرائيل، والمخالفات العديدة للوثيقة الدستورية.؟
البرهان ارتكب اخطاء عديدة خاصة بعد انقلابه (التصحيحي) فى 25 أكتوبر، فهو بداية لم يصحح شيئا. رغم أن الخيارات لديه كانت عديدة ، فلم يفعل شيئا ووقع على الاتفاق الإطاري، وربما كان ذلك أكبر الأخطاء، وهو إن ارتضى هوان الإطاري ومضى إلى النهائي فهو بذلك يكون قد سلم البلد إلى الأجانب، فما هؤلاء من أدعياء الإطاري إلا مجرد كومبارس، وتابعين للسفارات الأجنبية بما كسبوا.

الفرصة الآن أمام البرهان أفضل مما كانت عليه فى 25 أكتوبر، فهو يمكن أن يقلب الطاولة على السفارات الغربية وتوابعها الأخرى، بأن يستدير نحو حلفاء جدد مثل روسيا والصين ومصر وقطر وتركيا، نعم كل الدول لها مصالحها وأطماعها، ولكن روسيا والصين لا تتطلعان لحكم السودان عبر وكلاء الإطاري، وهو بالطبع يمكنه أن يخاطب الشعب السوداني ويطلب مساندته، والتاريخ لن يرحمه إذا سلم البلد للأجانب، وإن فشل عليه أن يستقيل فهذا أكرم له، وأفضل لبلادنا.
يخطئ أهل الإطاري إن توقعوا أن تبحر مركبهم إلى مرافئ السلطة بهذه البساطة، هذا الاتفاق تعارضه قوى عديدة مؤسسسة للحرية والتغيير، فى مقدمتها الحزب الشيوعي، والبعث السوداني وقوى العودة لمنصة التأسيس، تعارضه الكتلة الديمقراطية بما في ذلك أكبر حركتين من أطراف السلام، حركة جيش تحرير السودان، والعدل والمساواة هى قوى مؤسسة للحرية و التغيير ، بالإضافة إلى البعث الأصل، والعديد من قوى المجتمع المدني من طرق صوفية وإدارات أهلية ، وتعارضه غالب لجان المقاومة والأجسام الثورية، وهى قوى تتجه للاصطفاف لإجهاض هذا الاتفاق. وإسقاط أطرافه مدنيين وعسكريين.

إن أكبر خطأ تاريخى ارتكبته مجموعة الإطاري هو التحالف الانتهازي مع الدعم السريع، وهم من كانوا يطالبون بحله وتقديم قياداته للمحاكم، وهم من اتهموا الدعم السريع بفض الاعتصام وارتكاب انتهاكات جسيمة فى دارفور.

هذا الاتفاق لن يمر و يجب إسقاطه شعبيا باستمرار المظاهرات السلمية وبالإغلاقات والاحتجاجات، واستنهاض أكبر كتلة شعبية لمعارضته وإسقاطه.

يا هؤلاء إن وجود الدعم السريع كقوة موازية للقوات المسلحة وبمشروعه المدعوم خارجيا للوصول لحكم السودان، لهو أخطر على السودان من جيش به (الفلول).

الوضع الماثل الآن يهدد كيان الدولة و ينذر بصراع ربما يصل للحرب الأهلية، أو ربما الانقلاب العسكري، وانتم تقولون اما الاتفاق الإطاري أو ليذهب الجميع إلى الجحيم.

لا طريق ينقذ البلاد من هذا المخطط إلا بالتواضع على حوار سوداني – سوداني بعيدا عن الإملاءات الأجنبية.

إذا وقع البرهان على الاتفاق النهائي فلينتظر الاسوأ.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق