علوم وتكنولوجيا

د. ميار الإدريسي يبحث حاجة العرب إلى ثقافة استراتيجية جديدة

بين الدكتور ميار الإدريسي خالد رئيس المركز المغربي للدراسات الدولية والمستقبلية، أن الثقافة الاستراتيجية من المفاهيم التي تحظى باهتمام كبير من مختلف المدارس النظرية في العلاقات الدولية بل في حقول معرفية متعددة مثل الانتروبولوجيا وعلم الاجتماع الثقافي وتاريخ الفكر الاستراتيجي والدراسات العسكرية وعلماء الثقافة السياسية، داعيا إلى ضرورة إخراج الثقافة الاستراتيجية من بعد التوجس والخوف من الاخر إلى بعد بناء التعايش العالمي، موضحا أن المخاطر المتعددة التي يواجهها العرب تحتاج إلى خطة متعددة الأبعاد لتجاوزها وتشكيل معالم ثقافة استراتيجية عربية تساهم في بناء الصرح الحضاري العالمي.

جاء ذلك خلال في مقال نشره الإدريسي مؤخرا في صحيفة عروبة 22، أكد من خلاله أن الثقافة الاستراتيجية تحول النظر إليها من دراسة تمثل وإدراك القيادات الاستراتيجية لقضايا الأمن والنزاعات والسلام إلى منظور أوسع وهو تأثير المكونات الثقافية على المجتمع بكامله في عملية إدراك وفهم وتمثل التهديدات الأمنية وغيرها، وخصوصا بعد النظر إلى مفهوم الأمن بشكل شامل حيث الاهتمام بالأمن العسكري والاقتصادي والبيئي والاجتماعي والغذائي وبشكل أكبر مستقبل كيان دولة ما.

وأوضح أن الجيل الثالث المتأثر بشكل كبير بالنزعة النقدية والداعي إلى تجاوز المنظورات الوضعانية وتبني ما بعد الوضعية وما بعد البنيوية سيعمل على إدخال أبعاد جديدة في فهم الثقافة الاستراتيجية، ومن ذلك مفهوم الهوية والأمن الإنساني وحقوق الأقليات وغيرها من المفاهيم التي تشكل عناصر غير مادية، مؤكدا أن الثقافة الاستراتيجية ليست جامدة وإنما تتغير بتغير الزمن والسياقات التي تمر منها دولة ما.

وتابع “إن مفهوم الثقافة الاستراتيجية يعنى بالأساس تشارك القيادة الاستراتيجية لبلد ما مع باقي مكونات المجتمع في إدراك وتمثل المخاطر والفرص المتاحة لمجتمع معين لتحقيق الاستقرار والرفاهية والاستمرار في الوجود والإسهام في الصرح الحضاري العالمي”.

وأبرز الأكاديمي ميار الإدريسي أن الإسهام العربي في التنظير للثقافة الاستراتيجية لازال في مجمله في طور المقاربة الوصفية لهذا النقاش الأكاديمي، مشددا على أن العرب بحاجة إلى إسهام نقدي عربي لتفكيك المنظورات الغربية وبيان تحيزاتها الأخلاقية والمعرفية والسياسية واقتراح منظورات جديدة تخرج الثقافة الاستراتيجية من بعد التوجس والخوف من الاخر إلى بعد بناء التعايش الإنساني الكوني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق