Uncategorizedمقالات

لماذا تسعى دولة الإمارات لتحويل السودان لإحدى ساحات الحرب على الإرهاب ؟

بقلم/ خالد هاشم:

بثت قناة سكاى نيوز عربية التي تبث من أمارة أبوظبي في ساحل عمان تقريراً أخبارياً في أحدى نشراتها الإخبارية يوم الجمعة الماضى 29 مارس ، قرأت مقدمته بحماسة منقطعة النظير المذيعة السودانية بالقناة تسابيح خاطر ، التقرير أعقب بثه استضافة الأستاذ الصحفي المعروف خالد الأعيسر وأحد كوادر قحت الظهير السياسي لمليشيا الجنجويد من أديس ابابا للتعليق عليه وهو تقرير مفبرك صورةً ومحتوىً والذى زُعمت فيه القناة أن جماعةً من مقاتلي داعش تقاتل بجانب الجيش في قتاله لمليشيا الجنجويد المجرمة التي تدعمها حكومة إمارة أبوظبي في ساحل عمان بشحنات السلاح عبر تشاد حسب ما أثبتت تقارير مراقبي الأمم المتحدة المقدمة لمجلس الأمن الدولي في يناير الماضي ، وحسب التحقيقات التي نشرتها العديد من كبريات الصحف الغربية المرموقة مثل نيويورك تايمز، خلافاً للاتهامات الصريحة التي صدرت عن قادة الجيش السوداني اكثر من مرة بدعم نظام الحكم في إمارة أبوظبي في ساحل عمان لمليشيا الجنجويد بشحنات السلاح عبر تشاد ونهاية بالشكوى الرسمية التي تقدمت بها بعثة السودان الدائمة بالأمم المتحدة لمجلس الامن الخميس الماضي بخصوص دعم نظام الحكم في إمارة أبوظبي في ساحل عمان لغزاة الجنجويد في عدوانهم الإجرامي ضد الشعب السوداني في قراه ومدنه خاصة في ولايات دارفور والجزيرة وكردفان ، التقرير المفبرك أستخدم صوراً لتقرير بثته اصلاً قناة يورونيوز الأوربية في خدمتها العربية عام 2016 عن غارة لطائرة أمريكية بدون طيار استهدفت مسؤولاً فى استخبارات حركة الشباب الصومالية في أقليم شبيلى الصومالي حسب ما جاء في تقرير يورونيوز، واستخدمت قناة سكاى نيوزعربية صور الفيديو في تقريرها المفبرك للإيحاء بمشاركة مقاتلي داعش المزعومة الجيش السوداني في قتاله لغزاة الجنجويد ، وهى فبركة فطيرة وساذجة لا يسقط فيها يوتيوبر مبتدئ ناهيك ان تسقط فيها قناة يفترض أنها تعد من كبريات القنوات الإخبارية العربية ، ورابطي التقرير الأصلي الذى بثته قناة يورونيوز والتقرير المفبرك الذى بثته قناة سكاى نيوز عربية مرفقين اسفل هذه الفقرة .


وحسب مصادر صحفية أن مجموعة من الصحفيين السودانيين المقيمين بالأمارات ذوى صلة بغزاة الجنجويد وبجماعة قحت و تقدم هم من يقومون من مقر مركز دراسات في دبى ترعاه المخابرات الإماراتية بفبركة مثل هذه التقارير عن ارتباط الجيش السوداني بالجماعات الإرهابية بغية تشكيل رأى عام دولي ضده والإيحاء للمحيطين الإقليمي والدولي أن الجيش السودانى يمثل حاضنة ومفرخه للجماعات الإرهابية المتطرفة وحليفاً لها تقاتل بجواره في معاركه ضد غزاة الجنجويد الذين يريد نظام الحكم في إمارة أبوظبي في ساحل عمان أن يجعل منها بديلاً تحل محل مؤسسة الجيش الذى أفشل بانتصاراته الأخيرة في أم درمان وغيرها من المواقع خطط أمارة ساحل عمان ومليشيا الجنجويد وظهيرها السياسي قحت – تقدم في الاستيلاء على حكم البلاد بعد اغتيال وتصفية قادة القوات المسلحة في منتصف ابريل العام الماضي ، وأن الحملة الحالية التي تم أبتدارها بالتقرير المفبرك الذى بثته قناة سكاي نيوز عربية هو مقدمة حملة تهدف في محصلتها النهائية الى تحويل السودان الى أحدى ساحات الحرب العالمية للإرهاب وتفكيك قواته المسلحة بحجة أن يمثل حاضنة وحليفاً للجماعات الإرهابية كما تروج جماعة قحت وغزاة الجنجويد في حملتهم الإعلامية التي تمولها وتنظمها حكومة إمارة أبوظبي في ساحل عمان ، أن الأمر المؤلم أن يشارك صحفيون سودانيون في تنفيذ هذا المخطط وبحماس مثلما رأينا على المذيعة تسابيح خاطر التي اجتهدت غاية الاجتهاد وثابرت بقوة في الفقرة الحوارية التى أعقبت بث التقرير المفبرك لتثبيت التهمة الباطلة على جيش بلادها الذى يقدم ضباطه وجنوده أرواحهم ودماؤهم لحمايته وصد غزاة الجنجويد عنه وطردهم من بيوت المواطنين التي أحتلوها بغرض استيطانيها بشكل دائم وجلب اهلهم ,اسكانهم فيها ، أن أدعاء بعض الزملاء بالتمسك بالمهنية و الحياد الإعلامي هو محض خرافة ولكنه الحرص أن أحسنا الظن بالوظيفة مع ان هناك كثير من المذيعين العرب الذين تخلوا عن وظائفهم في قنواتهم واستقالوا منها احتجاجا على السياسات التحريرية للقنوات التي يعملون بها تجاه الأوضاع في بلدانهم وتحضرني هنا عدة أمثلة منها استقالة مذيعة الجزيرة لونا الشبل التى تعمل حالياً مستشارة إعلامية للرئيس السوري بشار الأسد التي تقدمت باستقالتها من قناة الجزيرة اعتراضا على تغطيتها لإحداث الثورة السورية وكذلك استقالة الأستاذين غسان بن جدو وسامى كليب من قناة الجزيرة لنفس السبب وكذلك استقالت مذيعة الجزيرة السابقة المصرية نوران سلام المذيعة حالياً في بى بى سى العربية احتجاجا على تغطية الجزيرة للأوضاع في بلادها مصر في اعقاب أطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسى ، كما استقال مقدم البرامج المعروف في الجزيرة السعودي على الظفيري في خضم أزمة المقاطعة الخليجية لقطر عام 2017 ليعود للعمل مجدداً للعمل في القناة بعد انتهاء هذه الازمة بين دول الخليج ، نحن لا نطلب من الزملاء الذين يعملون في الأمارات بشكل خاصة الاستقالة من وظائفهم خاصة في الحرب الحالية التى وضعت على عاتق المغتربين السودانيين ومن بينهم هؤلاء الزملاء الصحفيين التزامات كبيرة وهموم معيشية لأسر ممتدة ، لكن نطلب منهم النأي عن أي مشاركة تلحق مزيداً من الأذى ببلدهم مثل الاذى الجسيم الذى يلحقه بها نظام الحكم في امارة أبوظبي في ساحل عمان.

خالد هاشم خلف الله
مراسل سابق راديو سوا – سودان Kld.hashim@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق