مقالات

المقاومة الشعبية المسلحة … الشعب يمتشق حسامه

خالد هاشم خلف الله:

Kld.hashim@gmail.com

منذ أطلقت مليشيا الجنجويد المجرمة فعائلها الشريرة الدموية من عقالها ضد مواطنى الخرطوم أولاً فى مبتدأ عدوانها 15 أبريل الماضى كان وأضحاً منذ اللحظة الأولى لهذا العدوان الوحشى أن هدفه الأول هو المواطن السودانى نفسه ولم يكن الهدف منحصراً فى مقاتلة القوات المسلحة ومنازلتها وأنما وجهت المليشيا المجرمة سلاحها بشكل مباشر تجاه المواطنين بالقتل والإرعاب والأعتداء على أعراضهم وهتك ستر نسائهم وفتياتهم ونهب ممتلكاتهم ثم طردهم من منازلهم وأستجلاب مستوطنين من وراء الحدود من تشاد والنيجر ومالى وأسكناهم فى دور أهل السودان فى عاصمتهم المحتلة الخرطوم حيث شاهدنا المستوطنين الجنجويد فى العديد من مقاطع الفيديو وهو يعقدون الزيجات ويحتفلون بها فى بيوت طرد أصحابها وهجروا منها ، أزاء ذلك ظلت القوات المسلحة تقاتل بكل بسالة وتقدم تضحيات عظيمة من أرواح ضباطها وجنودها وهى كانت مواجهة بحربين فى نفس الوقت حرب ميدانية ضد مليشيا الجنجويد تقدم فيها الدماء الغزيرة والأرواح العزيزة وحرب أخرى افتراضية على شبكات التواصل الأجتماعى ووسائل الإعلام يشنها الجناح السياسى للجنجويد ورافعتهم المدنية المتمثلة فى قوى الحرية والتغيير المركزى ” قحت ” التى كان رموزها السياسية وكوادرها الإعلامية تصف القوات المسلحة بأنها جيش كيزان وفلول هادفة لنزع صفة القومية عنها ولصرف عامة الشعب عن مناصرتها ومؤازرتها وتصوير الحرب التى تستهدف المواطن فى المقام الأول بأنها حرب لفصيل سياسى هدفه العودة للسلطة وأن كذبت وقائع العدوان الجنجويدى – القحتى هذا التصور المريض المخاتل وأثبتت جرائم الأبادة الجماعية والتطهير العرقى التى نفذتها مليشيا الجنجويد ضد المساليت فى الجنينة واردمتا وقصفها العشوائى لاحياء الخرطوم ونيالا وهجومها البربرى على أم روابة والقرى المحيطة بها ، ثم عززت هذه المليشيا التى أعادت أحياء سيرة التتر والمغول بحروبهم المدمرة ومذابحهم المروعة المحفوظة فى مدونات التاريخ حقيقة هذه الحرب بعد دخول قواتها الى ود مدنى فى 18 من ديسمبر الماضى وفعلت فيها وفى أهلها ما فعلت فى الخرطوم وأهلها ثم أنساحت فى القرى الآمنة المحيطة بها تمارس ذات الأفعال التى لا تعرف غيرها القتل والنهب وهتك الأعراض ، ولما وضح جلياً أن المواطن السودانى أى كان موقعه فى الجنينة أو زالنجى أو أم روابة أو ابقوتة أو الهلالية والشرفة هو المستهدف الأول بعدوان الجنجويد وإجرامهم غض النظر عن أصله وفصله ومنبته وتوجهه السياسى فكل المواطنين السودانيين هم فى عرف الجنجويد كيزان ينبغى قتلهم وسلب مالهم وسرقة أرصدتهم فى البنوك على نحو ما شاهده الكثيرون فى مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى يظهر مجموعة من عصابات الجنجويد وهى تحمل رزم من النقود على ظهر سيارة تايوتا بيك أب بعد أن نهبتها من أحد مصارف ود مدنى وهم يمسكون ويقلبون رزم النقود بين أيديهم ويرددون العبارات التى الصقتها غرف الأمارات بتوجيه قحت على ألسنتهم “أنها قروش الكيزان” ونجزم أنها أموال كثير من غمار أهل مدنى والجزيرة اكتسبوها بخدمة يمينهم وعرق جبينهم وأودعوها مصارف المدينة كما ينبغى أن يحدث فى أى مجتمع متمدن ومتحضر .
لقد كان سقوط ود مدنى والفظائع التى رافقتها والتى لا داعى لتكرار وصفها لأنها رسخت فى الأذهان وأنطبعت فيها صورها ومشاهدها هى الحد الفاصل بأن يظل الشعب فى موقف المتفرج أو يمتشق حسامه ويقف مسانداً قواته المسلحة يحرس أحياؤه ، وقراه ويسند ظهر قواته المسلحة ويسد مسدها فى تأمين الطرق بين المدن والقرى والضواحى البعيدة التى تستهدفها غارات الجنجويد بالقتل والسلب والنهب حين تطمئن لعدم وجود قوة مسلحة بينهم تقاومهم وتردعهم وليتفرغ الجيش لمهمته فى مواجهة المليشيا فى ميادين القتاللا الرئيسة بعد أن أتضحت حقيقة هذه العدوان وأن خلفه قوى مدججة ومسلحة بموارد مالية هائلة تنفق منها بسخاء وبلا حدود وبلا إنقطاع وأن دولة الأمارات تمثل رأس جبل جليد ذلك المورد المالى الذى لا يعلم الأ الله حدود قدراته ووفرة منابعه ترسل شحنات السلاح النوعية لمليشيا الجنجويد الشحنة تلو الشحنة عبر مطارات تشاد ومهابط أخرى قصية فى دارفور وكردفان ، ترفدها وترفقها بحملات أعلامية مكثفة تنفذ بامكانيات عالية على نسق حملات ذبابهم على منصة أكس ( تويتر سابقاً ) فيما تنهض قحت المجلس المركزى بمهمة التسويق السياسى وغسل وتجميل الوجه الدامى لحرب الأستيطان الجنجويدى بأنها حرب ضد الكيزان ، لقد كانت أولى نتائج بروز الدعوة للمقاومة الشعبية المسلحة هو إجبار قائد المليشيا المجرمة على الظهور بعد أن توارى عن الأنظار لشهور عدة ثم كانت النتيجة الثانية هو إظهار التحالف مع قحت المجلس المركزى بشكل واضح وجلى تحت لافتة وأجهتهم الجديدة ” تقدم ” وهم نفس شخوص قحت وعلى رأسها اللواء فضل برمة ناصر رئيس حزب الأمة والأب الروحى لمليشيا الجنجويد الذى سلح أول نواة لها ابان حكومة الصادق المهدى عام 1987 تحت أسم المراحيل ودشن الجنجويد مذابحهم بمذبحة الضعين فى ذات العام 1987 ضد النازحين من دينكا ملوال وكشف دقائق و فظائع هذه المذبحة الدكتورين على بلدو وعشارى أحمد خليل فى كتابهما الشهير مذبحة الضعين ولاحقتهم حكومة الصادق المهدى بسبب كشف وقائع هذه المذبحة البشعة ، وهو تاريخ مستتر عن الأجيال الحالية تحاول اخفاؤه كل فصائل قحت التى تدعى المدنية وقد كانت لها مليشيات مسلحة فى التسعينيات الماضية مثل مليشيا التحالف السودانى حزب ماهر ابو الجوخ وهى مليشيا مجرمة أسسها ضابط الجيش السابق عبد العزيز خالد وكانت متمركزة فى أرتريا وقامت بشن هجمات سقط فيها مدنيين فى كسلا وهمشكوريب كما كان لها معتقلات داخل أرتريا كانت عبارة عن آبار يرمى فيها المعتقلين وجلهم كانوا من أعضائها – راجع كتاب الأستاذ أمير بابكر عن القولاق الأرتيرى – كما كان للحزب الأتحادى مليشيا حملت مسمى جيش الفتح حين كان قادة وأعضاء التجمع الأتحادى أحد مكونات قحت المركزى وأحد الفصائل المنشقة عن التيار الرئيسى للحزب الأتحادى الديمقراطى أعضاءً فى الحزب وواجهاته الطلابية فى تلك الفترة مثل الأستاذ بابكر فيصل وأيمن نمر يومها لم نسمع أو نقرأ لهم اى موقف مناؤى لتشكيل جناح مسلح لحزبهم ، أما حزب الأمة فهو أول حزب أستخدم المليشيا المسلحة فى ساحة العمل السياسى السودانى كما حدث فى أحداث مارس 1954 أبان زيارة رئيس مصر الراحل محمد نجيب للخرطوم للمشاركة فى أفتتاح برلمان الحكم الذاتى فى نفس العام 1954 حين أعملت مليشياتهم المستجلبة من دارفور وكردفان قتلاً وذبحاً فى فى أهل الخرطوم ورجال شرطتها، كما أنه أول حزب خرق قواعد العمل المدنى الديمقراطى حين ذهب قادته عبد الله خليل والصديق عبد الرحمن المهدى لثكنات الجيش وطلبوا من قيادته الفريق إبراهيم عبود وأعضاء مجلس القوات المسلحة وقتها تولى السلطة السياسية فى البلاد وهو ما حدث بالفعل فى نوفمبر 1958 , وأعاد الحزب أحياء مليشياته خلال ذات الفترة التسعينيات الماضية خلال معارضتهم نظام الأنقاذ تحت مسمى جيش الأمة والذى قام بعلميات إرهابية مجرمة منها عملية تفجير خط أنابيب البترول قرب عطبرة ثم تأتى هذه الأحزاب وتدعى أنها قوى مدنية وأنها ضد تعدد الجيوش وقد حملت السلاح يوماً سعياً منها لأنتزاع السلطة وتحرم اليوم على الشعب أن يحمل السلاح ليحمى عرضه وماله وممتلكاته من مليشيا مجرمة حليفة لهم بدعوى أن حمل الشعب للسلاح سيقود للحرب الأهلية وحين لم يلتفت الشعب لدعواهم هذه تدمغ المقاومة الشعبية المسلحة بتهمة العنصرية كما صرحت بذلك حيزبون ” تقدم ” أو ” تقزم ” والناطقة باسمها المدعوة رشا عوض لأن مجتمعات مثل مجتمعات شمال السودان هددتها وبشكل سافر عناصر مليشيات الجنجويد بالويل والثبور والاستباحة وكررت تهديداتها تلك أكثر من مرة فهل على أهل مجتمع شمال السودان وهو بالمناسبة مجتمع يضم كل السودانيين من مختلف الجهات وليس مجتمع منغلق على مكونات قبلية بعينها حددتها عناصر الجنجويد بالأسم مثل الجعليين والشايقية والدناقلة هددتهم بالقتل وأستباحة مناطقهم والغريب فى الأمر أن مليشيا الجنجويد تصرح فى خطابها الموجه لحواضنها الأجتماعية فى غرب كردفان ودارفور وما وراء دارفور أنها تسعى لتكوين دولة العطاوة كما أنها أى المليشيا فى الخرطوم درجت على أستقبال الموجة تلو الموجة من موجات فزعها القبلى ولم نسمع من ” قحت – تقدم ” وحيزوبنها رشا عوض أن موجات الفزع القبلى هذه لا تمثل مظهراً من مظاهر العنصرية كما وصفت به الدعوة للمقاومة الشعبية المسلحة التى لم تقتصر على قبائل بعينها فى حين أقتصرت دعوات الفزع للمليشيا على دعوة القبائل التى تندرج فى عترة العطاوة دون سواها من داخل السودان وامتدادتها فى خارجه دون أدنى أعتبار الى أن السودان دولة وطنية قومية لشعبها فى أطار حدودها وأقليمها السياسى المعترف به دولياً .
كما أسلفت أن ظهور قائد المليشيا المجرمة بعد غياب لشهور وأجتماعه مع حلفائه وجناحه السياسى ” قحت ” أو ” تقدم ” الأمر سيان الذى تم فى أديس ابابا خلال يومى 1 – 2 يناير 2024 أنما هدفه أنقاذ المليشيا بعد أن أستشعر الشعب خطرها عليه وعلى وجوده على أرضه وأن هدفها هو تدميره وأفقاره وأضطراه لهجر بلده وإحلال عترة العطاوة المشردة بين كثبان الصحراء الكبرى مكانه –يوجد فيديو لأحد أفراد الجنجويد فى الجزيرة بعد دخولهم لمدنية ود مدنى يدعو أهله العطاوة للمجئ للجزيرة والسكنى فيها بدلاً عن الجلابة كما قال – وقد أنتهت أجتماعات قائد المليشيا المجرمة مع جناحها السياسى ” قحت – تقدم ” بتوقيع إعلان بينهما يمكن أن نطلق عليه إعلان زيتنا فى بيتنا لانه إعلان مليشيا مجرمة مع جناحها السياسى وغالباً تم بتوجيه من الكفيل القابع فى أبوظبى عاصمة الدولة العدو موطن الشر ومنبت السوء .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق