مقالات

الإمارات.. الدولة العدو

خالد هاشم خلف الله:

فى كل يوم تخرج المزيد من التحقيقات الصحفية تنشرها صحف عالمية رصينة تثبت وقوف دولة الأمارت العربية المتحدة خلف أستمرار الحرب فى بلادنا عبر تغذيتها للآلة الحربية لمليشيا الجنجويد المجرمة بالعتاد العسكرى بينما يتكفل مرتزقة الإمارات فى تحالف قحت المركزى وأقلامها وأبواقها الصحفية المستأجرة بالقول أن الفلول وجيش الفلول هم السبب فى أستمرار الحرب دون أن يجرؤ طرف منهم للإشارة للدور الإماراتى الشريك فى قتل أهلنا وتدمير مقدرات بلادنا عبر أستمرارها فى تغذية شرايين غزاة الجنجويد بالعتاد العسكرى والدعم اللوجيستى وحتى نقل جرحاهم للعلاج فى احد مستشفيات ابوظبى العسكرية.

إن تفاصيل دعم الإمارات لغزاة الجنجويد بشحنات الأسلحة وطرق إيصالها لهم نشرته صحيفة نيويورك تايمز فى 29 سبتمبر الفائت فى تحقيق حوى كافة تفاصيل الدعم الاماراتى المتنوع والمتعدد الذى تقدمه أبوظبى لغزاة الجنجويد من الأسلحة النوعية مثل صواريخ الكورنيت المضادة للدروع الى ضمادات الجروح ، وأن التحقيق قد جرى نشره وتم التعليق عليه على نطاق وأسع ، ولكن الأمر المثير للغرابة والدهشة أنه لم يتم التطرق اليه من أى جهة سودانية حتى بما فيها أجهزة الدولة السودانية الرسمية التى صمتت عن التعليق على ما جاء فى تحقيق نيويورك تايمز عن مشاركة الأمارات الصريحة فى العدوان الجنجويدى على بلادنا وأهلها ، وأتباع الجارة تشاد سياسة الباب المفتوح على مصراعيه أمام الدعم الإماراتى لغزاة الجنجويد وسماحها للإمارات بأتخاذ مطار أم جرس شرق تشاد والتى لا تبعد كثيراً عن حدودنا الغربية معها قاعدة تصل اليها طائرات الجسر الأماراتى لأمداد غزاة الجنجويد وهذا يجعل تشاد ايضاً شريكاً فى الحرب العدوانية على بلادنا وأهلها.

ولعل الدعم الإماراتى والتؤاطو التشادى مع غزاة الجنجويد فى عدوانهم الأجرامى يدحض ما هو رائج أن أندلاع الحرب فى 15 أبريل الماضى كان سببه فلول النظام البائد وهى فرية قحت المركزى التى تشكل أحد اضلاع محور الشر الذى يقف خلف هذا العدوان على بلادنا بجانب الضلعين الآخرين غزاة الجنجويد الذين يشكلون قوام العدوان العسكرى ومادته فيما تشكل الأمارات الداعم والراعى الخارجى للعدوان الجنجويدى الضلع الثالث لمحور الشر الرامى لأسقاط الدولة السودانية وتهجير شعبها ونهب مقدراتها ، كما صمتت القوى السياسية عن ما تواتر من دعم عسكرى أماراتى لغزاة الجنجويد يسهم فى بقاء هذه المليشيا المجرمة حية تواصل ما تجيده من قتل وأغتصاب ونهب بتشجيع قحت المركزى ودعم حكومة أبوظبى التى لم تعد تجيد شئ سوى اشعال الحرائق وجلب الخراب لشعوب المنطقة تحت ستار محاربة الأخوان المسلمين ، وأنما هى فى وأقع الأمر تقوم بمهمة نشر الفوضى وتجزئة دول المنطقة وما يستتبع ذلك من حروب ونزاعات على نحو ما تخطط له فى جنوب اليمن بتشجيع نزعات الأنفصاليين فيه بدعوى الدعوة لأستقلال الجنوب العربى عن اليمن الشمالى .
خلال السنوات الخمس الماضية التى كانت فيها الفوضى هى السمة السائدة فى بلادنا وربما قبل ذلك قليلاً تمكنت الأمارات من زرع عدد من مراكز القوى التابعة لها فى بلادنا خاصة فى المجالين السياسى والأعلامى ولعل جماعة قحت المركزى هى أبرز مراكز القوى السياسية التى تدين بالولاء المطلق للأمارات وسياستها فى بلادنا يرافقها فى ذلك جماعات من الأعلاميين أصحاب الأقلام المستأجرة وهى أقلام معروفة ومشهورة بأن اقلامها وضمائرها قابلة للتسليع فى البورصة لمن يدفع أكثر.

إن هذه الحرب هى أخطر ما يستهدف وجود الدولة السودانية فى ذاتها وللأمارات القدح المعلى والنصيب والأوفر فى مسعى تقويض الدولة السودانية عبر دعمها لغزاة الجنجويد ، أن التصنيف الصحيح لعلاقة بلادنا مع دولة الأمارات العربية فى الوقت الراهن أنها دولة عدو وينبغى أن تتعامل معها دولتنا على المستوى الرسمي على هذا الأساس وبهذه الصفة دولة عدو ، أن الصمت على السياسة الأماراتية القائمة على بذر الفوضى ونشر الحروب وتأجيج النزاعات فى المنطقة والأقليم ينبغى فضحها والتشهير بها عبر الشكاوى للمنظمات الدولية والأقليمية وبيان خطلها وخطرها على أمن وأستقرار شعوب المنطقة بسعيها لتقويض مؤسسات الدول مثل الجيوش الوطنية فى مقابل دعم وتسليح المليشيات مثلما تفعل مع مليشيا الجنجويد فى حربها الأجرامية الراهنة ضد بلادنا وأهلنا.

نصر الله قواتنا المسلحة، ورحم الله شهدائنا وشفى جرحانا.

صحفى تلفزيونى.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق